الطبيعة والنشاط الإنساني

المحور الثالث: الطبيعة والنشاط الإنساني للجذع المشترك
موضوع: الإنسان سيد ومالك للطبيعة – مقرر في رحاب الفلسفة –
تحليل نص رونيه ديكارت René Descartes
مدخــل:
لقد شكلت الطبيعة ولازلت بالنسبة للإنسان ذلك المجال الحيوي الذي استطاع من خلال ضمان بقاء وجوده، كما أنها هي ذلك المجال الذي برهن الإنسان من خلاله على ما لديه من أفكار وقدرات و مواهب، وإذا كان الإنسان هو ذلك الكائن الفاعل فإن الطبيعة تشكل مجالا لفعله، وعن طريق هذا الفعل يغير الإنسان الطبيعة ويحوّل أشياءها إلى منتوجات، وهو في نفس الوقت يغيّر من ذاته ومن وعيه أيضا، لقد شكلّت الطبيعة بالنسبة للإنسان دائما لغزا محيّرا، فكلّما اعتقد أنه تمكّن من فهمها والتوصل إلى قوانينها إلا وباغتته بأسرار جديدة وبظواهر غريبة وكشفت له عن مدى قوّتها، الشيء الذي دفع الإنسان إلى أن يكون دائما في حالة استنفار وهو يواجه الطبيعة، إلا أن هذه الأخيرة تمثل بالنسبة للإنسان تلك المعشوقة التي أحبّها وأغرم بجمالها ومفاتنها، من هنا هذه العلاقة المركبة بين الطبيعة والإنسان.
– فأيّة علاقة بين الإنسان والطبيعة؟
– هل هي علاقة صراع ومواجهة وعداء أم هي علاقة محبّة وتجانس وانسجام؟
الكفايات المستهدفة في المحور:
بعد قراءتنا لمحور الطبيعة والنشاط الإنساني نكون قادرين على:
– موضعة علاقة النشاط الإنساني بالطبيعة في إطار نقاش فلسفي.
– رسم معالم التحولات الفلسفية التي عرفها أشكال علاقة الإنسان بالطبيعة.
– فتح الإشكال الفلسفي على قضايا بيئة راهنة.
إشكالية المحور:
ما هي علاقة التي يقيمها الإنسان مع الطبيعة؟
ما هي خصائص النشاط الإنساني في الطبيعة؟
التعريف بصاحب النص:
رونيه ديكارت (1596-1650) فيلسوف وعالم رياضيات وفيزيائي ومثقف موسوعي فرنسي، يُعتبَر مؤسِّس الرياضيات الحديثة، إذ قام بتبسيط الكتابة الرياضية وأسَّس الهندسة الديكارتية التي تتم بها دراسةُ الأشكال الهندسية ضمن نظام إحداثيات يدمج بين الهندسة المستوية والجبر، وفي الفيزياء استخرج قوانين انتثار الضوء واكتشف مفهوم العمل، وقد وضع بفيزيائه الميكانيكية ونظريته في الحيوانات–الآلات أسُس العلم الحديث، يُعتبَر كذلك من رواد العقلانية في الفلسفة الحديثة، فالكثير من الأفكار والفلسفات الغربية اللاحقة هي ثمرة التفاعل مع كتاباته التي دُرِّست وتدرَّس من أيامه حتى يومنا هذا، لذلك يُعد ديكارت أحد المفكرين الغربيين الأساسيين وأحد مفاتيح فهمنا للثورة العلمية والحضارة الحديث، له عدة مؤلفات: ” تأملات ميتافيزيقية”، و” رسالة في أهواء النفس”، و”تأملات في الفلسفة الأولى” …
البنية المفاهمية:
أ – الفلسفة التأملية: هي الفلسفة التي كانت تدرس في المدارس في عصره والتي كان يغلب عليها في نظره اللفظية والتلقين واعتبرها من ثم فلسفة عقيمة لأنها كانت تهتم في العلم فقط بمعرفة معاني الأشياء الطبيعية.
ب – الفلسفة العملية: إنها فلسفة تهتم بخصائص الأجسام المادية والطبيعية واستعمال أدوات ووسائل لتحقيق ذلك، وليس اعتمادا على الوصف والكلام فقط، وعن طرقها سيتم الوصول في النهاية إلى السيادة على الطبيعة وتملكها.
ج – علم الطبيعة: هو العلم الذي يدرس الطبيعة بهدف معرفتها معرفة دقيقة، وأساس الطبيعة المادية عند ديكارت هو “الامتداد”.
بنية النص وأفكاره:
– اعتماد ديكارت على تأملاته الخاصة أوصلته إلى إدراك قيمة العلم الطبيعي.
– ضرورة استبدال الفلسفة النظرية القائمة على اللفظية والتلقين بالفلسفة العملية.
– جعل الهدف من فهم الطبيعة هو السيطرة على الطبيعة والتحكم بها.
إشكالية النص:
كيف تتم معرفة الطبيعة ؟
وما الهدف من معرفتها؟
كيف يستطيع الإنسان فرض سيادته وسيطرته على الطبيعة؟
البنية الحجاجية:
حجة الدحض: نقد الفلسفة النظرية.
إيراد التجربة الشخصية للفيلسوف.
أسلوب المقارنة بين الفلسفة النظرية والفلسفة العملية.
حجة المثال: مثال للعلم الطبيعي الذي يمكن من معرفة ما للنار والماء والهواء …
أطروحة النص:
دعوة ديكارت إلى اعتماد المبادئ العامة في علم الطبيعة ليس من أجل أن نكون سادة ومالكين للطبيعة، ولكن من أجل حفض الصحة التي هي بلا ريب الخير الأول وأساس جميع الخيرات.
إشكالية النص:
كيف تتم معرفة الطبيعة؟
وما الهدف من معرفتها؟
كيف يستطيع الإنسان فرض سيادته وسيطرته على الطبيعة؟
حجج النص:
– رغم إعجاب ديكارت بتأملاته إلا أنه أقر في المقابل بأن للآخرين تأملات هو كذلك أشد إعجابا بها
– إقرار ديكارت بعدم إلهامه ببعض المبادئ العامة في علم الطبيعة
– وقوف ديكارت عندما تستطيع أن تحققه المبادئ العامة في علم الطبيعة من منافع عامة في الطبيعة، ومع عدم إقراره كتمان ذلك حتى لا يخل بالقانون.
– الإحاطة علما ببعض المبادئ العامة في علم الطبيعة لا يساعدنا فقط من أجل أن نكون سادة ومالكين للطبيعة، ولكن من أجل حفظ الصحة التي هي بلا ريب الخير الأول وأساس جميع الخيرات.
استنتاج:
يرى ديكارت أن معرفة الطبيعة تتم عن طريق إعادة إنتاج الطبيعة وليس فقط معرفة أسبابها وعللها والقوى التي تحتويها، كما ينتقد الفلسفة المدرسة التأملية التي سيطرت على التعليم في أوربا إلى حدود العصر الحديث لكن تبقى الغاية التي جعلها ديكارت لهذه المعرفة الطبيعية (وهي السيطرة على الطبيعة وتملكها) مثار نقاش وجدال، لذلك انتقد العديد من الفلاسفة هذا الهدف ومن بينهم “ميشيل سير” الذي تساءل: “إذا كان الهدف من العلم الطبيعي هو التحكم في الطبيعة فهل يمكن التحكم في تحكمنا؟”، بمعنى هل نستطيع السيطرة على العنف البشري الذي دمر الطبيعة بدعوى السيطرة عليها؟، إنها فكرة خطيرة هيمنت على الحضارة الغربية منذ ديكارت وكانت لها أثار سلبية على الطبيعة وعلى الوجود.
أسئلة الفهم (ص 94):
– موقف ديكارت من الفلسفة التأملية هو أنه يدعو إلى: البحث عن بديل لها التعليل: ‘ومن أنه يمكننا أن نجد, بدلا…….التي تعلم في المدارس، فلسفة عملية”.
– لقد كان لزاما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي لأنه يحقق فائدة للإنسان، فالتجارب أبانت عن مدى ما يمكن أن تجلبه مبادئ هذا العلم من منافع عظيمة للإنسان في الحياة.
– يحدد النص العلم الطبيعي كعلم يقدم قوانين تفسيرية للطبيعة تسمح للإنسان بالسيطرة عليها، هكذا قال ديكارت بأن الفلسفة العملية الناتجة عن العلم الطبيعي تمكننا من معرفة الأجسام التي تحيط بنا كالنار والماء والهواء، كما تجعلنا سادة على الطبيعة ومالكين لها.
– ما نفهمه من عبارة ديكارت هو أن العلم الطبيعي يمكن الإنسان من معرفة القوانين المتحكمة في الظواهر الطبيعية، وهو ما يمكنه من السيطرة عليها وتسخيرها لخدمة أغراضه ومصالحه في الحياة.

التمييز بين الطبيعة و الثقافة

* مفهوما الطبيعة والثقافة.


-I مفهوم الطبيعة:


- جاء في قاموس روبير Robert ما يلي :

" الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا، أو شيئا، ملموسا أو مجردا. هي كل ما يوجد على الأرض، خارج الإنسان. و هي أيضا ما هو فطري في الإنسان يمتلكه منذ ولادته. و ما هو خالص، غير صناعي أو مصنع ".
- و جاء في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي :
" الطبيعة هي مجموع ما في الأرض و السماء، من كائنات خاضعة لنظم مختلفة، و هي بهذا المعنى مرادفة للكون".
- و جاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند ما يلي:
" الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما، من حيث هي خصائص فطرية".
- و جاء فيه أيضا : " الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم الإرث البيولوجي".

*
استنتاجات:


- يمكن أن نستخرج من الأقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة:
أ- الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث لا يمكن تصوره بدونها، كالاحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب.
ب- الطبيعة هي مجموعة الأشياء الخارجية التي لم يتدخل الإنسان في صنعها كالأشجار و الجبال مثلا.
ج- الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية و الغريزية التي تولد مع الإنسان و المشتركة بين جميع الناس، كالأكل و النوم. و بهذا المعنى فالطبيعة هي عكس ما هو مكتسب و ثقافي.
د- و تعني الطبيعة أيضا ما هو خالص و غير مصنع، كالعسل الذي لم يضف إليه الإنسان موادا جديدة.
ه- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل صليبا، بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها الأشياء الموجودة في الكون.
و- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لأندري لالاند، بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري و موروث و بيولوجي، بخلاف ما هو مكتسب و ثقافي.


-II مفهوم الثقافة:


- جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي :
" الثقافة هي مجموعة من المعارف، و أنماط العيش، و التقاليد الاجتماعية".
- و جاء في قاموس Robert ما يلي :
" الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية. و تدل أيضا على معارف مكتسبة، علمية أو فلسفية أو عامة. و هي كذلك مجموع المظاهر الفكرية لحضارة معينة، و للحياة في مجتمع. و تقابل الطبيعة".
- و يقول تايلور:
"الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة، و المعتقدات، و الفنون، و الأخلاق، و القانون، و العرف، و غير ذلك من المقدرات و العادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في مجتمع".

استنتاجات:


*التعريف الأول:

- المعارف : الدين – الفلسفة – العلم
- أنماط العيش: العادات و التقاليد
- التقاليد الاجتماعية – الأفراح - الأعياد
*التعريف الثاني:
- التمرينات العقلية
- المعارف المكتسبة : علمية – فلسفية - الحضارة
*التعريف الثالث:
- المعرفة
- المعتقدات - الفنون : المسرح السينما...
- الأخلاق
- القانون
- الأعراف
- العادات
- كل ما هو مكتسب

تشير الثقافة إلى ما هومكتسب من معارف، و معتقدات اجتماعية، و أنماط عيش مختلفة. و تختلف الثقافة من مجتمع لآخر. و لذلك فهي ترادف أحيانا مفهوم الحضارة.

فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي و ما هو مكتسب؟



تحليل نص ر.ل.بيلز، ص 73-74:


I - فهم النص:


1- نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين الإنسان و الحيوان؛ فقد جاء في النص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط السلوك، في حين أن الإنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من إنسان لآخر أو من مجتمع لآخر.
2- يؤكد تحديد و تنوع السلوك الإنساني على حرية الإنسان و قدرته على التصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثلا تختلف بشكل لانهائي من مجتمع لآخر.
3- إن السلوك الإنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل :
- عوامل بيولوجية وراثية.
- عوامل طبيعية ترجع إلى المناخ و التضاريس.
- عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط الاجتماعي؛ من عادات و تقاليد و مؤسسات، وأنماط في العيش و التنشئة الاجتماعية.
4- ما يمكن فهمه من الجملة، هو أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه الإنسان و يتعلمه من أفكار و سلوكات مختلفة. و بهذا المعنى فهي تأتي في مقابل ما هو فطري بيولوجي ووراثي يوجد مع الإنسان منذ الولادة.

* خلاصة لفهم النص:


- نميز في الإنسان بين جانبين رئيسين أحدهما فطري طبيعي، و هو الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوان، و الآخر مكتسب و ثقافي، و هو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. و يرجع هذا التمييز إلى انفراد الإنسان بميزة العقل، الذي مكنه من تطوير أنماط عيشه و سلوكا ته، و ابتكار عدة تقنيات، و إنتاج معارف و علوم وفنون. و هذا التنوع هو مظهر من مظاهر الثقافة لدى الإنسان.

II- الإطار المفاهيمي:


1-
*خصائص سلوك الإنسان:
- تنوع السلوكات
- إبداع سلوكات
- التوالد+التنفس
- الهروب
*خصائص سلوك الحيوان:
-الضرورة البيولوج
- سلوكات نمطية ثابتة
- البحث عن الغداء
-التوالد + التنفس
-الهروب
-الضرورة البيولوجية

نستنتج من الجدول أن هناك خصائص مشتركة بين الإنسان و الحيوان، و هي الخصائص الطبيعية، بينما هناك خصائص ينفرد بها الإنسان، و هي الخصائص الثقافية. هكذا يمكن القول أن كل ما هو مشترك بين الإنسان و الحيوان فهو طبيعي، و كل مل يتميز به الإنسان عن الحيوان فهو ثقافي.


2- عند ولادة الإنسان و الحيوان نجد تفاوتا في قدرات و قوى جسمية، إلا أنه مع ذلك فالإنسان يتفوق على الحيوان من الناحية العقلية و الثقافية. و هو الأمر الذي يجعله يطور حياته و نمط عيشه، بينما يظل نمط عيش الحيوان ثابتا.

3- يعرف النص الثقافة بأنها مجموعة معتقدات و سلوكات منقولة من جيل لآخر. و يتم ذلك عن طريق ما يتعلمه الإنسان من المحيط الاجتماعي، و ما يلقن له من قبل الآخرين. كما أن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عن طريق تقليد الطفل للكبار.
• الأنثروبولوجيا = هي العلم الذي يهتم بدراسة ثقافة المجتمعات البدائية

* خلاصة الإطار المفاهيمي:


- يشير مفهوم الثقافة إلى مستويين رئيسين : مستوى الابتكارات و الإنتاجات المادية للإنسان، مثل : اللباس- أواني الطبخ-العمران-وسائل النقل-الأجهزة الإلكترونية...
ومستوى الإبداعات الروحية و العقلية، مثل : العلم – الفن-الأسطورة...
أما الطبيعة فتتجلى في ما هو وراثي بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان.

III- الإطار الحجاجي:


- اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل توضيح أفكاره و الدفاع عنها هما:
- أسلوب المقارنة؛ و يتجلى في المقارنة بين الإنسان من جهة، والحيوان من جهة أخرى.
و الغرض من ذلك هو تبيان تنوع السلوك الإنساني و ثبات السلوك الحيواني.
- أسلوب المثال؛ و يتجلى في ذكر النص لجماعات بشرية، و هي الإسكيمو، الباجندا و شعوب غرب إفريقيا. و الغرض من ذلك هو إبراز التنوع الثقافي واختلاف السلوك من شعب لآخر.



* مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة:



تحليل نص كلود ليفي ستراوس:


مؤلف النص:

- هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، قام بتحليل الثقافات القديمة غير الغربية. درس الأساطير و النظم الثقافية و قارن فيما بينها. من أهم مؤلفاته : " الأنثروبولوجيا البنيوية" و"البنى الأولية للقرابة".

І- فهم النص :


1-تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة و الثقافة، ذلك أن الإنتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، و كل الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير في الحسم فيه.
2-لقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام أساسين اعتمد عليهما للتمييز بين الطبيعة و الثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة.
3-يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثلاث خصائص:
-الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية.
-النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع و تغيب في مجتمعات أخرى.
-الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات و التقاليد، و القوانين و المؤسسات الخاصة بمجتمع معين.
4-ما يمكن فهمه من هذه الجملة، هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل إما طبيعيا أو ثقافيا، ذلك أن هناك تدخل بينهما في تفسير مثل هذه الأفعال .

* خلاصة فهم النص:


- يطرح مشكل التميز بين الطبيعة و الثقافة عدة صعوبات نظرا للتداخل الموجود بينهما على مستوى السلوك البشري. لكن ستراوس اقترح معيار القاعدة و ما هو عام و كوني من اجل التميز بينهما.

II- الإطار المفاهيمي للنص:


1-يقدم النص مفهوم الطبيعة و الثقافة باعتبارهما متداخلين، لأننا نجدهما يحضران معا في السلوك البشري.فالخوف و التنفس و الأكل و الشرب و النوم هي كلها خصائص طبيعة، لكن طرق إنجازها تختلف حسب ثقافة كل شخص.

2-

*التمفصل:

- الأكل – الخوف – الفن- العنف - النوم
*غياب التمفصل:
- الصراخ – البكاء – التوالد – الهروب -

3-لقد اعتمد ستراوس مفهومي القاعدة و ما هو عام للتميز بين الطبيعة و الثقافة، لأن مفهوم القاعدة يشير إلى مجموع القوانين أو المبادئ السياسية و الأخلاقية التي يشرعها الإنسان، و التي تختلف من مجتمع لآخر، و بذلك فهي تمثل ما هو ثقافي. أما مفهوم ما هو عام فإنه يشير إلى مجموع الخصائص الفطرية الطبيعية المشتركة بين جميع الناس.


III- الإطار الحجاجي:


اعتمد صاحب النص في توضيح أفكاره على أساليب حجاجية يمكن تقديمها كما يلي :
- أسلوب المثال : و يتجلى في : رفة العين – يد الفارس الممسكة بالعنان , موقف الأم تجاه طفلها، الانفعالات المعقدة لمشاهد عرض عسكري.
- أسلوب الحجة بالسلطة : و يتجلى في الاستشهاد بما قاله الفيلسوف الانجليزي جون لوك.

* خلاصة عامة للمحور:


يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي. فكيف يمكن التمييز بينهما ؟

إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى هو غريزي و بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان، في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من معارف و معتقدات و أنماط عيش مختلفة. غير أن السلوك الإنساني يتدخل فيه ما هو طبيعي و فطري مع ما هو ثقافي و مكتسب، و هو الأمر الذي يستلزم ضرورة وضع معيار للتمييز بينهما. و في هذا الإطار اقترح كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام من أجل التميز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي؛ هكذا فحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام ماهو ثقافي، أما ما هو عام فيشير إلى الضروري و الكوني.


مجزوءة الطبيعة والثقافة المحور الأول الجزء الثاني

مدخل:

     يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل، و هو ما جعله كائنا ثقافيا بامتياز. و تتجلى ثقافته في العديد من المظاهر و التجليات، و من أبرزها اللغة و المؤسسات و انماط العيش و التبادل. فبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا لغويا ؟ و ما الذي يميز اللغة الإنسانية عن اللغة الحيوانية ؟ ما هي المؤسسة؟ و كيف ظهرت؟ و بأي معنى يمكن اعتبار المؤسسة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟

I-                الإنسان كائن لغوي :

-        نص ستراوس c.l.strauss ص 84.

                   * فهم النص :

    تتميز اللغة الإنسانية حسب أندري مارتيني بخاصية رئيسية هي التمفصل المزدوج. و هو ما يعني أن اللغة الإنسانية تتكون من   فونيمات phonèmes  ؛ و هي أبسط و حدات غير دالة في اللغة، و تسمى بالوحدات الصوتية.
المونيمات monèmes  : وهي أبسط و حدات دالة في اللغة، و هي بمثابة الكلمات في اللغة العربية.
1-     يرفض صاحب النص فكرة تعريف الإنسان بأنه صانع كعلامة مميزة للثقافة، لأننا نجد الحيوانات أيضا تقوم بمحاولات لصنع الأدوات. كما أن افتراض وجود كائنات في كوكب ما تصنع أدوات لا يسمح لنا بالقول بأنها كائنات ثقافية.
2-     ما يشير إلى اللغة كظاهرة ثقافية في النص هو أنها جزء من الثقافة، لأننا نتعلم ثقافة المجتمع و عاداته من خلال تعلم اللغة. كما تعتبر اللغة الوسيلة الأساسية للتواصل و تبادل الأفكار و نقلها من جيل إلى آخر.
3-     يمكن  النظر إلى المظاهر الثقافية كسنن؛  ذلك أن الثقافة ظاهرة رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن فهمها من خلالها.
← رفض صاحب النص معيار صنع الأدوات باعتباره علامة مميزة للثقافة، لأن الحيوانات هي الأخرى تصنع الأدوات.
و قد اعتبر ستراوس بأن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز، و هي العلامة المميزة للثقافة عن الطبيعة.
 و ما يجعل الإنسان منتميا إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل اللغوي مع أفراد جماعته البشرية.

                       * الإطار المفاهيمي:  

1-     الثقافة هي مجموع الأنشطة الفكرية التي ينتجها الإنسان في مجتمع معين ( فن – تقنية – لغة  - مؤسسات – عادات .. )
-         الإنسان الصانع : هو الكائن الذي يصنع الأدوات عن طريق تحويله للمواد الطبيعية إلى منتوجات صناعية و ثقافية قابلة للاستعمال.
2-     تعتبر اللغة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؛ فهي منظومة رمزية تحمل الأفكار و المعارف التي ينتجها الإنسان و تنقلها من جيل لآخر.
3-      تعتبر اللغة الأداة الأساسية التي نتمثل من خلالها ثقافة الجماعة، و من أهم الوسائل لمعرفة هذه الثقافة هي : التواصل عن طريق الكلمات .


                           * الإطار الحجاجي:

1-     لقد فنذ كلود ليفي ستراوس فكرة أساسية قال بها كثير من علماء الأنثربولوجيا، و مفادها أن صنع الأدوات هو ما يميز الثقافة عند الإنسان، و هي الخط الفاصل بين الطبيعة و الثقافة، لذلك تم تعريف الإنسان بأنه حيوان صانع. و يتجلى أسلوب الدحض من خلال المؤشرات اللغوية التالية:   

-         إنني لست متفقا مع هذا الرأي…
-         لا في صنع الأدوات…
-         إننا لن نكون على يقين من...
-         فنحن لا نعتقد…
كما استخدم صاحب النص أساليب حجاجية أخرى: 

-         أسلوب العرض : و تدل عليه المؤشرات اللغوية التالية:
-         … و إنما في اللغة المنطوقة….
-         يبدو لي أن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز
-         إن اللغة هي الأداة الأساسية …
أسلوب المثال: مثال كائنات في كوكب مجهول تصنع أدوات.
-         مثال: كائنات تمتلك لغة قابلة للترجمة إلى لغتنا
-         الطفل الذي يتعلم الثقافة من خلال اللغة.
أسلوب الجرد و الإحصاء:
-         و تدل عليه المؤشرات التالية:
-         أولا لأن اللغة…
-         و ثانيا لأن…
-         و أخيرا…

II        - المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة :

-        نص مالينو فسكي «  malinovski »

           *  فهم النص:

1- يعتبر الإنسان كائنا ثقافيا. و المؤسسات هي مظهر من مظاهر الثقافة لديه، و التي من خلالها يحقق حاجياته بشكل منظم و هادف.

2- تقوم كل مؤسسة يبتكرها الإنسان على تلبية حاجات إنسانية إما بيولوجية أو ثقافية. و يتم عملها من خلال ميثاق أو مذهب ترتكز عليه المؤسسة، و تصوغ من خلاله قوانينا تنظم العمل داخلها.
3- يربط النص بين المؤسسة و الحاجات؛ لأن المؤسسة تلبي بشكل غير مباشر رغبات الأفراد و تتحكم فيها، و ذلك من خلال إخضاعها إلى ميثاق و قوانين منظمة تسمح بتلبية الحاجات البيولوجية بشكل ثقافي
 و مؤسساتي .

4- كل مؤسسة تخضع لميثاق و قوانين. و لكنها أيضا تتوفر على جهاز مادي تشتغل من خلاله و تمارس  وظائفها. و المقصود بالجهاز المادي للمؤسسة هو البنية التحتية و الأجهزة المادية، و الوسائل و الرأسمال المادي و غير ذلك. فبالنسبة للأسرة يتمثل الجهاز المادي مثلا في البيت و الحقل و الأرض، و بالنسبة لمؤسسة الدولة نذكر الوحدة الترابية و القوة العسكرية و الرأسمال المالي.



                    الإطار المفاهيمي:

1-     المؤسسة : هي نظام اجتماعي يخضع لميثاق و قوانين منظمة،  الهدف منها هو تلبية حاجيات إنسانية انطلاقا من وسائل و أجهزة مادية.
الحاجة : هي الضرورة البيولوجية التي تتوقف عليها حياة الإنسان و الحيوان.
- الميثاق: هو مجموعة من القوانين و القواعد التي تتحكم في سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات.
               -الأسرة: هي مؤسسة اجتماعية تتم من خلال ميثاق يجمع بين أب و أم، و تهدف إلى تربية الأطفال و تعليمهم مجموعة من المبادئ و العادات و التقاليد التربوية.

2-     العلاقة التي تجمع بين الميثاق و الحاجة، هو أن الميثاق يضع المعايير و القوانين و المبادئ التي تنظم سلوك الأفراد و تؤطر حاجياتهم.

3-     لكل مؤسسة نظام تراتبي. هكذا فلفظ <الشخصي> يدل على الطريقة التي يتموضع من خلالها كل فرد من أفراد الجماعة، كما يدل على الطريقة التي تتوزع بها السلطة و الأدوار و المهام بين الأفراد.

4-     كل مؤسسة تخضع لميثاق ينظم العمل داخلها، كما يحدد قوانين الشغل و العلاقات بين العمال و رب العمل. لكن هذا الميثاق لا يتكفل بحل المشكلات النفسية الناتجة عن العمل لأنها تخرج عن اختصاصه، كما أنها مشكلات يصعب ضبطها و التحكم فيها، فضلا عن أنها تختلف من فرد لآخر.

                      * الإطار الحجاجي:

اعتمد صاحب النص على مجموعة من الآليات و الأساليب الحجاجية للدفاع عن أطروحته و توضيح معنى المؤسسة و عملها، و تمثلت هذه الأساليب أساسا في التفسير و الشرح و إعطاء الأمثلة كالأسرة والمصنع.

خلاصة:

إن الإنسان كائن ثقافي منتج للثقافة و نتاج لها في نفس الوقت. و تتجلى ثقافته في عدة مظاهر من أهمها اللغة و المؤسسات. هكذا يعتبر الإنسان كائنا لغويا يبتكر منظومة لغوية رمزية تتميز بالتمفصل، و بارتباطها بالوعي و العقل لدى الإنسان، و هو ما يجعلها لغة إبداعية و متطورة عكس اللغة الحيوانية التي تظل مجرد وظائف بيولوجية و غريزية. كما تتجلى ثقافة الإنسان في ابتكاره للمؤسسات التي ينظم من خلالها حاجاته عبر ميثاق و قوانين.

المحور الأول : التمييز بين الطبيعة و الثقافة تحليل نص ل. بيلز R.L.Beals

البنية المفاهمية :
تعريف الثقافة عند بيلز: أساليب السلوك التي تتصف بأنها تكتسب عن طريق التعلم
الانثربولوجيا :فرع علمي يدرس الكائن البشري من جميع نواحيه،سواء المادية ( التشريحية و المورفولوجية و الفيزيولوجية ...)و الثقافية (الاجتماعية و الدينية  و السيكولوجية و الجغرافية ...) و ينحو نحو النظر إلى الإنسان بصورة تركيبية عبر دراسته من خلال مجموعة من العلوم الإنسانية و الطبيعية ،و مصطلح أنثربولوجيا anthropologie مركب من كلمتين يونانيتين  anthroposو تعني الانسان بصفة عامة و logos و التي تعني تخصص أو دراسة أو علم .
بينة النص و أفكاره
-         الثقافة صفة لبعض جوانب السلوك الإنساني  المتطور مقارنة بالحيوانات على وجه الخصوص
-         التنوع هو صفة السلوك الإنساني هو ما يمكن أن نطلق عليه أيضا التنوع الثقافي مقابل التوحد الطبيعي (انتماء الناس جميعا إلى نوع واحد )
-         أهم أسباب التنوع الثقافي هو : التعلم  أي قدرة الإنسان على التعلم بشكل يفوق غيره من الأنواع الحيوانية
ومن ثم قدرته على المرونة و التكيف
-         آلية التعلم عند الإنسان هي  :التقليد و التلقين  
البينية الحجاجية
-         الحجاج بالمثال : تنوع عادات الطعام بين الشعوب دليل على التنوع الثقافي
-         أسلوب المقارنة :  بين الإنسان و الحيوان  
-         الحجة العلمية : استحضار نماذج و صور من علم الانثربولوجيا : ثقافة الاسكيمو و ثقافة الشعوب الهندية المكسيكية للتدليل على تنوع السلوك  الثقافي للإنسان

استنتاج
يطرح النص مسالة الطبيعة و الثقافة و تفاعلهما داخل الكائن البشري ،فالإنسان رغم اشتراكه مع الحيوان في العديد من الجوانب الطبيعية إلا أنه يظل كائنا متميزا عند النظر إله من زاوية قدرته على التعلم و الكيف ،و هو ما ينتج عنه تنوع ثقافي كبير بين الجنس البشري سببه اختلاف ما يتعلمه في كل محيط و بيئة على حده ،خلافا للحيوان الذي يظل سلوكه ثابتا و نمطيا و موحدا .و هكذا يخلص بيلز إلى أن الثقافة : هي أسالييب السلوك التي تتصف بأنها تكتسب عن طريق التعلم
و هذا لا يختلف جوهريا عن التعريف الذي تعطيه منظمة اليونيسكو لهذا المفهوم الهام و هو : "الثقافة بوجه عام هي مجموع المميزات الروحية و المادية ،الفكرية و العاطفية التي تميز مجتمعا ما و مجموعة اجتماعية معينة ،و هي تشمل الفنون و الآداب و أنماط الحياة و الحقوق الأساسية و نظم القيم و التقاليد و المعتقدات "
و كل هذه الخصائص و المميزات يتعلمها الإنسان من وسطه و مجتمعه كما قال ويلز.

الفلسفة الاسلامية



الفلسفة الإسلامية مصطلح عام يمكن تعريفه و استخدامه بطرق مختلفة , فيمكن للمصطلح أن يستخدم على انه الفلسفة المستمدة من نصوص الإسلام بحيث يقدم تصور الإسلام و رؤيته حول الكون و الخلق و الحياة و الخالق . لكن الاستخدام الاخر الأعم يشمل جميع الأعمال و التصورات الفلسفية التي تمت و بحثت في إطار الثقافة العربية الإسلامية و الحضارة الإسلامية تحت ظل الإمبراطورية الإسلامية من دون أي ضرورة لأن يكون مرتبطا بحقائق دينية أو نصوص شرعية إسلامية. في بعض الأحيان تقدم الفلسفة الإسلامية على أنها كل عمل فلسفي قام به فلاسفة مسلمون

مفهوم الفلسفة في الإسلام

أقرب كلمة مستخدمة في النصوص الإسلامية الأساسية (القرآن و السنة) لكلمة فلسفة هي كلمة (حكمة) , لهذا نجد الكثير من الفلاسفة المسلمين يستخدمون كلمة (حكمة) كمرادف لكلمة ( فلسفة ) التي دخلت إلى الفكر العربي الإسلامي كتعريب لكمة Philosphy اليونانية . و إن كانت كلمة فلسفة ضمن سياق الحضارة الإسلامية بقيت ملتصقة بمفاهيم الفلسفة اليونانية الغربية , فإن عندما نحاول ان نتحدث عن فلسفة إسلامية بالمفهوم العام كتصور كوني و بحث في طبيعة الحياة : لا بد أن نشمل معها المدراس الأخرى تحت المسميات الأخرى : و أهمها علم الكلام و أصول الفقه و علوم اللغة

و أهم ما يواجه الباحث أن كلا من هذه المدارس قد قام بتعريف الحكمة أو الفلسفة وفق رؤيته الخاصة و اهتماماته الخاصة. في مراحل لاحقة دخل المتصوفة في نزاعات مع علماء الكلام و الفلاسفة لتحديد معنى كلمة الحكمة التي تذكر في الأحاديث النبوية و كثيرا ما استخدم العديد من اعلام الصوفية لقب (حكيم) لكبار شخصياتهم مثل الحكيم الترمذي. بأي حال فإن لقب (فيلسوف/فلاسفة) ظل حصرا على من عمل في الفلسفة ضمن سياق الفلسفة اليونانية و من هنا كان اهم جدل حول الفلسفة هو كتابي (تهافت الفلاسفة للغزالي و تهافت التهافت لابن رشد .)



 الفلسفة الاسلامية وموقعها من الفكر الفلسفي الانساني


مما لاشك فيه. أن اليونانيين قد تناولوا مشاكل العالم والنفس والالوهية وتناولوها في الدراسة والنقاش المنطقي، وتوصلوا الى مواقف خاصة “طرق” ودعموا حججهم بالبراهين العقلية. ولقد توصلوا الى هذه (الطرق) و (السبل ) على اساس صادق يسلمون به على ان ثمة قانوناً أزلياً ينظم سائر الظواهر. وان كل التفاعلات الجوهرية لا تخرج من هذا القانون. وبهذا هم حددوا مفهوم الفلسفة منذ بدايتها. ولقد استبعدوا آراء الشعوب وايماناتهم العقلية التي لا تحمل تبريراً منطقياً .


ولقد ادى انتشار الفلسفة اليونانية في المنطقة الشرقية للبحر الابيض المتوسط. وهي المنطقة التي ظهرت فيها الاديان الثلاثة الكبرى اليهودية والمسيحية والاسلام. ولقد ادى هذا الانتشار للفلسفة في هذه المنطقة الى الاحتكاك والتصادم بين الفلسفة وهذه الاديان. ولا سيما ان هناك خصائص مشتركة تجتمع عليها كل من الفلسفة والاديان.. والموضوعات التي تصدى لمعالجتها الفلاسفة لا تبتعد كثيراً عما تعرضت له الاديان مع اختلاف في المنهج والغاية .
الفلسفة تعتمد على التفسير العقلي، اما الدين فأنه يستند الى الدليل النقلي والصواب عند الفيلسوف يقوم على اساس عدم التناقض المنطقي، ويستند في مجمله الى المبادئ الاساسية للمنطق العقلي، اما في مجال الدين فأن الايمان المطلق الصدق الوحي والتصديق بالرسالات، وكانت المواجهة بين الفلسفة والدين تؤدي دائماً الى تقاطع او انسجام او ان يؤثر احدهما في الآخر وادى ذلك الى انتشار الثقافة بمفاهيمها المتعددة لقد كان الاوائل يصرون على الابتعاد عن اسلوب التفسير العقلي للنصوص الدينية ويرفضون صور التأويل التي تجعل للنص ظاهراً وباطناً ويصرون على الايمان بظواهر النصوص، لذلك فقد رفض الاوائل من اتباع الديانات السماوية، أي محاولة للالتقاء بين الدين والفلسفة .
ولما كان اصحاب الفلسفة الوطنية لديهم الحجج المنطقية للهجوم على الاديان فلقد انبرى المفكرون من المؤمنين الى التزود بالمنطق للرد على المخالفين والمعترضين على العقيدة. وهكذا نشأ علم الكلام المسيحي والاسلامي. وكانوا يستندون الى الايمان بصحة العقيدة وصدق الرسالات. ولما كان اصحاب الفلسفة لا يأمنون بمبدأ الايمان والنقل، بل يؤمنون بنقطة البدايةولا تؤمن الا بقواعد المنطق الاساسية. لهذا بدأ علم الكلام يتعمق لكي يلتقي مع النظرة الفلسفية. ولكي تكتمل اسباب التبرير العقلي للدين .
ولقد تمثل ذلك في مواقف المعتزلة وفي كتب علم الكلام المتاخر، كما هو الحال في مواقف ابن سينا .
ومن ثم فان التقاء الفلسفة بالدين كان لابد ان يتم، وان يتخذ صورة التوفيق بين العقل والنقل .
وهذه المحاولات قد اثمرت ردود فعل مختلفة. اذ تصدى الغزالي للفلسفة وكفر الفلاسفة، ولكنه تجاوب مع بعض المسائل. بينما نجد ابن تيمية ومن هم على منهجه من المتشددين قد تمسكوا بالصورة الاولى للسلف منذ بدء ظهور الاسلام ورفضوا كل دعاوى الفلسفة وعلم الكلام. واتجه فريق ثالث من الذين رفضوا النقاش العقلي وذهبوا بعيداً في طريق الايمان الخالص والحب الصادق والنشوة الصوفية، وقد سلك هؤلاء مسلك الزهد والتقشف خوفاً على العقيدة من مغبة الخلاف، هذا الخلاف الذي استشرى حول الامامة وابتعدوا عن الترف وملاذ الحياة التي هلت على المسلمين جراء الفتوحات وهم طبقة الزهاد والعباد والبكائين، الذين وضعوا البواكير الاولى لحركة التصوف. وقد ظهر هؤلاء كرد فعل على جميع صور الجدل حول العقيدة، وكذلك ضد تيار التزمت الفقهي. وعندما ذاعت قضايا الفلسفة واعتنقها المسلمون كان على المتصوفين ان ينغمسوا فيها وهكذا ظهر تيار التصوف الفلسفي عند ابن سينا والسهروردي والحلاج.. الخ .
وهكذا يمكن اجمال التراث العقلي والروحي عند المسلمين – علم الكلام – الفلسفة البحتة – التصوف .


*الفلسفة الاسلامية جذور نشأتها


يعتقد البعض ان الفلسفة الاسلامية ما هي الا مجرد استمرار للفكر الفلسفي اليوناني، وبأن المسلمين لم تكن لهم فلسفة خاصة بهم، بل ذهب آخرون بعيداً فعزا سبب ذلك الى ضحالة العقلية الاسلامية وعجزها عن تعمق مشكلات الفكر والغور في المذاهب الفلسفية، والاتيان بجديد يستحق ان يضاف الى محصلة الفكر الانساني. ويرجع هؤلاء الا ان الفلسفة اليونانية قد ملأت كل المنافذ الابداعية على الذين يأتون بعدها، وقد جاءت فلسفتهم متكاملة في تفسير الكون والانسان المبدع الاول، ولم يبق للقادمين بعدهم الا التفسير والشرح والتعليق على مسائلها وما كان دور المسلمين الا واسطة نقل فلقد اخذوا من الهليلنيين والرومان والمسيحيين هذا التراث فسلموه بدورهم الى فلاسفة القرون الوسطى، فهم نقلة للعلم الفلسفي اليوناني ليس الا، ولم تكن الفلسفة الاسلامية الا نقلا لفلسفة اليونان من لغتها الاصلية الى اللغة العربية، فتكون هي فلسفة اليونان كتبت بلغة عربية .
ويرى فريق آخر ومنهم مستشرقون ان الفلسفة العربية الاسلامية نشأت في احضان الثقافة العربية الاسلامية التي تمثلت في القرآن، وفي العلوم العربية، ولقد ساهم فيها عرب ومسلمون. صحيح ان العقل العربي قبل الاسلام لم يحمل أي بذور تصلح للتطور، الا ان العرب بعد حملهم الرسالة السماوية ونشرها، كانت لهم بذور فلسفية تأتت من انفتاح عقولهم على العالم. ولو تتبعنا موضوعات التفكير الكلامي او الفلسفي في اول نشأته عند المسلمين، فأننا نجدها موضوعات اسلامية بحتة يدور الجدل فيها، اما في مواجهة المنحرفين والمعترضين على الدين او في مواجهة التزمت السيئ. والتزام حرفية النصوص الدينية، او التحجر الفقهي، ولا يمكن ان نعزو الفلسفة الاسلامية كونها تدور حول مشكلات الدين الاساسية كالتوحيد والخلق والمعاد فحسب. فان صح ذلك على علم الكلام فانه لا يمكن ان ينسحب على مجمل الانتاج الفلسفي عند المسلمين. صحيح انهم تلقوا من الخارج مجموعة مضطربة وتلفيقية من تيارات الفكر الفلسفي، لكنهم حاولوا التوفيق بينها وبين الدين، كما فعل ابن رشد، كما ان لهم مواقف فلسفية خاصة تميزت بحلول مبتكرة ذات طابع فكري حر وجاءت متأثرة بالمناخ العقلي الاسلامي (تاريخ الفلسفة في الاسلام) يور دي يورا ترجمة (عبدالهادي ابو ريدة) القاهرة ص 102 .
ولقد انبرى بعض المستشرقين من امثال (دوجا) للدفاع عن العقلية العربية الاسلامية، وقد اثبت ان المسلمين عارضوا ارسطو، وكونوا فلسفة بها عناصر مختلفة عما كان يدرس بالمدرسة المسائية، وذكر ان عقلية كعقلية ابن سينا لا يمكن الا ان تنتج جديداً وطريفاً في ميدان الفكر، وان آراء المعتزلة والا شاعرة ليست سوى ثمار يانعة من اثار العقل العربي الاسلامي. (بين الغزالي وديكارت بحث في مجلة الشرق الجديد 1964 محمد علي ابو ريان). ومن المفكرين القدامى الذين انصفوا العرب والمسلمين ومنهم الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل الذي يشير الى وجود نوع اولي من الحكمة عند العرب في الجاهلية يتمثل في الحكم القصيرة والامثال المركزة .
ويعقد الشهرستاني مقارنة بين العرب والهنود ويتوصل الى ان هذين الشعبين يتشابهان في ميل كل منهما الى تقرير خواص الاشياء والحكم باحكام الماهيات (كتاب الملل والنحل للشهرستاني ص 235 ).
وقدبرع فلاسفة الاسلام في تناول الفلسفة اليونانية وصارت لهم فلسفة خالفوا فيها كثيراً من آراء المعلم الاول (ارسطو) (مقدمة ابن خلدون ص 419)، وخلاصة القول ان الفلسفة الاسلامية ظهرت مع ظهور القرآن الكريم، ولا يمكن ان تنكر على العرب في الجاهلية خلدهم من التفكير المعقد. فلقد أتت الينا نصوصً في الحكمة، والامثال وتكهنات كلامية كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، الا ان أســـس الفلسفة الاسلامية ترسخت بعد نزول القرآن الكريم ذلك انه نشأ من طول معاناة علوم القرآن الكريم والحديث علم اسلامي اصيل هو علم اصول الفقه (تمهيد لتاريخ الفلسفة) الشيخ مصطفى عبدالرزاق ص 146 القاهرة .
والذي اظهر المذاهب الكلامية، وجاءت الفلسفة اليونانية، لكي تجد الارض خصبة وتجد عقلاً فلسفياً اكتملت لديه جميع اسباب النظر الفلسفي من خلال النظر في مسائل الفقه واقضيته وقياساته، فلم يكن تيار الفلسفة اليونانية سوى رافد اندفع ليلتقي مع المجرى الكبير وحتمية التأثير الثقافي المتبادل كنتيجة للتجاور المكاني والتماس الحضاري في هذه المنطقة. وما اقبال المسلمين على التراث اليوناني الى استعراض لقضاياه مقارنة باسلوب المتعلم. فرفضوا ما يتعارض منه مع الدين، وقبلوا ما لا يناقض العقيدة ويتلخص الموقف في ان المسلمين قد تدرجوا في طلب المعرفة منذ بداية عهدهم بالتحضر، فأقبلوا في صدور الاسلام على علوم القرآن والسنة، وحذقوا في مباحثها وتطرقوا الى الاحكام الفقهية والى مناقشة قضايا الدين. نشأ علم الفقه، وكذلك نشأ علم الكلام. ثم تعمق المسلمون في مشكلات واحكام الدين فنشأ علم اصول الفقه، وكذلك توصل المسلمون بدون عون خارجي الى استنباط الاحكام الفقهية وبلغوا في كل مبلغ الكمال والنضج ثم طلبوا في هذا الطور من حياتهم فلسفة اليونان، فترجمت لهم واقبلوا على دراستها وتفهم مشاكلها محاولين التوفيق بينها وبين الدين، فهم لم يطلبوا الفلسفة الا في فترة كانوا قد وصلوا فيها من الناحية العقلية الى مستوى هذا التراث الفلسفي والا فكيف لهم التعامل مع هذه الفلسفة العميقة اذ لم يكونوا بمكانه من النضج العقلي وقدرة الاستيعاب والتمييز .
وفي النهاية فان المسلمين مثل غيرهم من الشعوب قد مروا بادوار تصاعدية للنضج العقلي. فاليونان والهنود والفرس مروا بهذه الادوار حتى وصلوا الى ما هم عليه. وان تبادل الحضارات هو شيء طبيعي وهو سنة الحياة .

الفلسفة الحديثة الفلسفة والمنهج

تقديم:

غالبا ما يربط مؤرخو الفلسفة بداية الفلسفة الحديثة بديكارت، وهكذا يلقبونه أب الفلسفة الحديثة.
فما هي الخصائص العامة التي تميز هذه الفلسفة؟
تعتبر الفلسفة الحديثة فترة تأسيس لعهد جديد، وإحداث قطيعة مع الماضي من خلال ظهور جهاز مفاهيمي جديد، وكذا تحول على المستوى الإشكالي. هكذا فقد تم إعطاء الأسبقية في الفلسفة الحديثة لمبحث المعرفة على مبحث الوجود الذي كانت له الأولوية في العصور السابقة.
والإشكال الرئيسي في الفلسفة الحديثة هو إشكال معرفي، يتمثل في التساؤل عن إمكانية وحدود المعرفة العقلية. وقد تميزت الفلسفة الحديثة بسيادة نزعة الأنسنة « humanisme » التي أعادت الاعتبار للعقل البشري وآمنت بقدرته على فهم العالم والسيطرة على الطبيعة.

● نص ديكارت، ص 28 :


*مؤلف النص:

هو الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت (1596 – 1650). يعتبر من كبار فلاسفة القرن 17، ويلقب بأب الفلسفة الحديثة. كما يعتبر زعيم النزعة العقلانية « rationnalisme » في العصر الحديث. كما أنه عالم رياضي ويعتبر من مؤسسي الرياضيات الحديثة. من أهم مؤلفاته: " تأملات ميتافيزيقية"، وكتاب "قواعد في المنهج".

الإجابة عن أسئلة الفهم:

1- درس ديكارت مجموعة من العلوم في حداثة سنه، من بينها الفلسفة و لرياضيات. و عندما اختبر هذه العلوم استبعد المنطق، لأن هذا العلم لا ينفع في تعلم اشياء جديدة.
2- وضع ديكارت أربع قواعد لحسن استخدام العقل و هي :
أ‌- قاعدة البداهة أو الشك : وهي تعني أنه لا يجب علي ان أقبل من الأفكار إلا ما يبدو بديهيا، واضحا ومتميزا في الذهن، وأن أشك في كل الأحكام والأفكار غير البديهية.
ب‌- قاعدة التحليل أو التقسيم : وهي تعني أنه يجب علي أن أقسم المسألة إلى أبسط عناصرها، وأن أحل كل عنصر لوحده حتى يسهل علي حل المسألة ككل.
ج- قاعدة التركيب أو النظام : وهي تعني أنه يجب البدء بأبسط العناصر إلى أصعبها وبشكل مرتب لحل المسألة على أحسن وجه.
د- قاعدة المراجعة أو الإحصاء : وهي تعني أنه يجب القيام بمراجعات وإحصاءات شاملة لكي أتأكد من أنني لم أغفل أي شيء.
3- لقد كان هم ديكارت هو البحث عن منهج أو طريقة للوصول إلى الحقيقة، فاستلهم الرياضيات ووضع أربع قواعد لحسن استخدام العقل، وهي المذكورة في السؤال السابق.
لقد شك ديكارت في كل شيء، لكنه لم يستطع أن يشك في أنه يشك. ومادام الشك هو عملية عقلية، فهو إذن نوع من التفكير. لذلك قال ديكارت أنا أشك إذن أنا أفكر، و إذا كنت أفكر فأنا موجود . هكذا صاغ ديكارت ما أصبح يعرف بالكوجيطو الديكارتي:
باللاتينية : cogito ergo sum


* الإطار المفاهيمي للنص :

1- الألفاظ التي تدل على تأسيس منهج أو طريقة جديدة في التفلسف هي : الحيطة – العقل – المنطق – البحث – البداهة – القاعدة – التدرج – المراجعة – الوضوح والتميز.
2- المنطق و الفلسفة ← علاقة تضمن؛ لأن المنطق قسم من أقسام الفلسفة.
العقل والبداهة ← علاقة تلازم؛ لأن كل ما هو بديهي فهو صحيح عقليا.
المعرفة والشك ← علاقة تبعية؛ لأن الشك هو منهج لبلوغ المعرفة
3- المنهج هو الطريقة التي تسلكها الذات العارفة للوصول إلى موضوع المعرفة اعتمادا على قواعد عقلية.

* الإطار الحجاجي:

1- يبدأ النص بلفظ " مثل" التي تدل على تصوير حسي لفكرة مجردة.
2- أجزاء التمثيل: الدلالة الرمزية:
الرجل ------------------ الفيلسوف ديكارت
الظلمة ---------------- الأفكار المتداولة
السير --------------- المنهج / الطريقة
الحيطة -------------- الشك
السقوط ------------ الخطأ

3-النظام المنطقي الذي يحكم بناء القواعد الأربعة التي و ضعها ديكارت هو نظام يتميز بالتدرج والانتقال من البسيط إلى المركب، ويتبين في القاعدة الثالثة التي هي قاعدة النظام أو الترتيب و التي تقول أنه يجب البدء بأبسط العناصر إلى أصعبها، أي أن يتميز فكرنا بالترتيب والنظام والتدرج.

هكذا اعتمد ديكارت على أسلوب التمثيل من أجل توضيح فكرته عن المنهج وتصويرها حسيا. فقد تخيل ديكارت أنه يشبه رجلا يسير في الظلام، لذلك ولكي لا يسقط كان لزاما عليه اتخاذ الحيطة والحذر المتمثل في الشك في كل الأفكار غير البديهية والواضحة. وهذا الشك هوشك منهجي الغرض منه هو الوصول إلى الحقيقة. ومن أجل الوصول إليها لابد أن يعتمد العقل على قواعد تجنبه السقوط في الخطأ وتجعله يفكر بكيفية سليمة. وقد اختصر ديكارت هذه القواعد في: قاعدة البداهة، قاعدة التقسيم، قاعدة النظام وقاعدة المراجعة.

منطق الفلسفة

مدخل :
  يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط Kant:  “لا يمكن تعلم الفلسفة بل يمكننا فقط تعلم التفلسف”. إذا تأملنا في عبارة كانط تبين لنا أنه يميز بين الفلسفة و التفلسف؛ فالفلسفة لا يمكن تعلمها لأنها صرح لم يكتمل بعد، ما دام أنه دائما يظهر فلاسفة يضيفون لبنات جديدة إلى هذا الصرح. أما التفلسف فيمكن  تعلمه، لأنه يشير إلى الطريقة وإلى الأدوات العقلية التي يستخدمها هذا الفيلسوف أو ذاك في ممارسته الفكرية الفلسفية.
إن للفلسفة إذا منطق للتفكير خاص بها، أي أن لها أدوات عقلية يستخدمها الفلاسفة في التفكير. و غرضنا في هذا المحور هو اكتشاف بعض تلك الأدوات من أجل أن نستخدمها نحن بدورنا في التعامل مع وضعيات جديدة.
I- أدوات فعل التفلسف :
-         نص كارل ياسبرزKarl. Jaspers ص 42 – 43:
-         فهم النص :
1-     أ- يبدأ النص بشرح الأصل الذي انبثق منه الدافع إلى التفلسف، و المقصود بالأصل هنا هو بداية التفلسف في أي زمان و في أي مكان.
ب – و هكذا يتحدث النص عن بداية نظرية للفلسفة لا تنحصر في زمان أو مكان معين، بل ترتبط بممارسة التفكير النظري في أي زمان و مكان .
 2- أ- يعني الأصل في تجل من تجلياته الدهشة، و هي أولى عمليات الفكر التي تربط الفيلسوف بالعالم الخارجي؛ إنها علاقة الغرابة أو التعجب بين الإنسان و أشياء العالم.
 ب- يعني الأصل في تجل من تجلياته الشك، و هو الخطوة الأولى لفحص الأفكار و المعتقدات و نقدها من أجل الوصول إلى الحقيقة.
ج – يعني الأصل في تجل ثالث من تجليا ته التساؤل حول الذات و حول العالم، من أجل استكناه أسرارهما و البحث عن خفايا هما .
3- تعتبر هذه التجليات أدوات للتفلسف، لأنها أدوات تمكن الفيلسوف من إنتاج معرفة خاصة غير مرتبط بالمعرفة العملية النفعية، كما أنها تمكنه أيضا من بناء معرفة حول نفسه.
       الإطار المفاهيمي :    
1 – يستخدم النص فعل الانبثاق للتعبير عن علاقة مفهوم الأصل بفعل التفلسف. و هي علاقة بين الأصل كسبب و بداية و فعل التفلسف كنتيجة؛ لأن الدهشة و الشك و السؤال كأدوات عقلية هي التي مثلت الأصل الذي انبثق عنه التفكير الفلسفي.
2-إن الأصل الذي تحدث عنه النص، و الذي يتجلى أساسا في الدهشة، تصبح معه الفلسفة أمرا جوهريا، لأن الدافع إلى التفلسف كأصل موجود دائما في الحاضر و في الماضي .
3- العلاقة الموجودة بين الدهشة و الشعور بالجهل، هي علاقة تكشف من خلالها الدهشة عن جهل الإنسان بحقيقة الظواهر و تدفعه إلى البحث عن المعرفة. إن الدهشة الفلسفية ليست انفعالا نفسيا مرتبطا بالعواطف و المشاكل، بل هي موقف عقلي تنبثق عنه أسئلة عقلية حول ظواهر الوجود. كما أن الدهشة الفلسفية هي خطوة من أجل البحث عن الحقيقة، و لذلك فهي لا تجعل الفيلسوف في موقف الحيرة الدائمة.
4- إن الشك المنهجي هو أداة من أدوات التفلسف، و هو خطوة أساسية للوصول إلى الحقيقة؛ فعبر الشك يعمل الفيلسوف على نقد  المعارف و فحصها من أجل التأكد من مدى صحتها. و قد ارتبط الشك المنهجي باسم الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي شك في كل شيء ما عدا انه يشك، و مادام الشك نوع من التفكير فقد توصل ديكارت إلى أنه يفكر. هكذا صاغ عبارته المشهورة : < أنا أفكر أنا موجود >
5- إن نتيجة التفكير في الذات من خلال النص تؤدي إلى اكتشاف القدرة على تجاوز الوضعيات الأساسية المحددة للذات.
- إعادة صياغة الإطار المفاهيمي :
     يحدثنا صاحب النص عن الأصل الذي ينبثق منه فعل التفلسف سواء في الماضي أو في الحاضر. و يتجلى هذا الأصل أساسا في الدهشة و الشك و التساؤل. هكذا فالدهشة عند أرسطو هي الدافع الأساسي للتفلسف. كما أن ديكارت اعتمد على الشك المنهجي الذي هو مجرد خطوة أو طريقة يسلكها الفيلسوف من أجل البلوغ إلى الحقيقة. أما التساؤل حول الذات فهو تجاوز الوضعيات الأساسية المحددة لها.
   - الإطار الحجاجي:
1- اعتمد صاحب النص على مجموعة من الأساليب الحجاجية من أجل توضيح أطروحته. و يمكن تقديمها كما يلي:
   - أسلوب العرض : و يتجلى في تقديم صاحب النص لفكرة الأصل كقضية عامة، ثم العمل بعد ذلك على شرحها و توضيح عناصرها الجزئية.
   - أسلوب التشبيه :  و يتجلى في تشبيه الأصل الذي أدى إلى التفلسف بالينبوع الذي انبثق منه فعل التفكير الفلسفي .
- أسلوب الجرد و الإحصاء : و هو يتجلى من خلال تقديم صاحب النص لفكرة الأصل في ثلاثة عوامل رئيسية عبرت عنها الأرقام المستعملة في النص : 1-2-3.
- أسلوب السلطة : حيث استشهد صاحب النص لتدعيم فكرته بأفلاطون و أرسطو كعملاقين من عمالقة الفكر الفلسفي.
- أسلوب المثال : و يتجلى  في إعطاء مثال في تاريخ الفلسفة هو مثال الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت الذي ا ستخدم الشك كمنهج الوصول إلىالحقيقة.
II- السؤال في الفلسفة :
  
 نص طه عبد الرحمان ص 44-45:
   فهم النص:
 أ- اشتهرت الفلسفة بممارسة السؤال و يحدثنا طه  عبد الرحمان عن شكلين من أشكال السؤال الفلسفي:
- السؤال الفلسفي اليوناني القديم الذي كان يعتمد على الفحص، و الذي جسده سقراط الذي كان يعتمد في ذلك على الحوار و طرح الأسئلة على المحاور من أجل تفنيد أفكاره و اعتقاداته.
- السؤال الفلسفي الأروبي الحديث : الذي كان يعتمد على النقد، و الذي جسده كانط بحيث أن النقد كان ينصب حول الشروط التي تجعل المعرفة ممكنة.
 ب-
السؤال الفلسفي اليوناني
السؤال الأروبي
- الفحص – فلسفة – سقراط – التحقق من الصدق – أسئلة متشعبة.
- التساؤل عن شروط المعرفة – النقد – فلسفة كانط – معايير عقلي.
    ج – اعتبر صاحب النص القرن 18 قرن النقد، لأن الفلسفة جعلت العقل نفسه موضع تساؤل؛ فلم تتساءل عن إنتاجات العقل المعرفية و إنما تساءلت عن الشروط التي تجعل المعرفة ممكنة، كما تساءلت عن حدود العقل.
     الإطار المفاهيمي :
1- اشتهر التفكير الفلسفي بممارسته لأشكال متنوعة من السؤال.و قد كان ذلك من أجل بناء معرفة جديدة حول الإنسان و العالم ، و لأن كل جواب في الفلسفة يتحول بدوره إلى سؤال جديد تنبثق عنه أجوبة جديدة، وهكذا دوليك.
2- يرتبط السؤال الفلسفي اليوناني ، باعتباره سؤالا عاما حول مفاهيم أخلاقية مثل ( ماهي الفضيلة)، بالأسئلة الجزئية التي تعمل على تفكيك و تحليل السؤال العام من أجل توسيع مجال المشكلة المطروحة.
3- يتميز سؤال النقد عن سؤال الفحص، بأنه يذهب بالمتسائل إلى البحث في شروط قيام المعرفة، و معنى ذلك التساؤل عن العقل، و عن حدوده، و عن إمكانيته  الذاتية في بلوغ المعرفة.
4- سمي القرن 18 بأنه قرن النقد لأنه أضحى ممارسة شاملة تتوجه إلى المعارف و إلى أدوات و مفاهيم بنائها. و المقصود بالنقد هنا هو ممارسة عقلية تعترف بإمكانات العقل مع وضع حدود لتلك الإمكانات. و قد ميز كانط هنا بين مستويين رئيسين :
          - مستوى الظاهر أو الفينومين                   phénomène  
          - مستوى الباطن أو النومين       noumène
فالعقل يمكنه أن يدرك الأول، بينما يتعذر عليه إدراك الثاني .
فالعقل إذا لا يمكنه أن يعرف الأمور الميتافيزيقية.
  - إعادة صياغة الإطار المفاهيمي:
 يعتبر السؤال خاصية أساسية من خصائص التفكير الفلسفي في التفكير الفلسفي. و يمكن التمييز بين شكلين من أشكال السؤال في تاريخ الفلسفة :
   - السؤال اليوناني القديم : الذي مثله سقراط و الذي كان يعتمد على الحوار مع الآخر من أجل فحص أفكاره و تفنيدها.
   - السؤال الأوربي الحديث : الذي مثله كانط و الذي يعتمد على نقد العقل و تبيان إمكانياته و حدوده في المعرفة.
    الإطار الحجاجي :
لقد أكد صاحب النص على اشتهار الفلسفة بالسؤال. و لإثبات هذه الفكرة اعتمد على آلية حجاجية و هي تقسيم السؤال من أجل إبراز أنواعه و مميزاته.
- يتميز التفكير الفلسفي بمجموعة من الخصائص  يمكن الكشف عنها من خلال الرجوع إلى مفهوم الأصل، أي إلى الدوافع التي أدت إلى التفلسف. و في هذا الإطار اعتبر أرسطو أن الدهشة هي التي دفعت الناس للتفلسف. كما يعتمد التفكير الفلسفي على الشك كخطوة رئيسية لبلوغ المعرفة، و هو ما يسمى بالشك المنهجي. و للشك علاقة بالسؤال الذي اتخذ عدة أشكال في تاريخ الفلسفة من أهمها شكلين رئيسين هما :
    - السؤال السقراطي : الذي يقوم على الفحص.
    - السؤال الكانطي : الذي يعتمد على النقد

لحظات أساسية في تطور الفلسفة

 
إن تاريخ الفكر الإنساني هو تاريخ تطور هذا الفكر , و الفلسفة باعتبارها شكلا من أشكال الفكر الإنساني عرفت هي الأخرى تطورا , بل تطورات خلال تاريخها , و خلال هذه التطورات كانت الفلسفة تعكس اهتمامات و انشغالات البيئات التي ظهرت داخلها , لذلك جاءت أفكار و تصورات و مفاهيم الفلاسفة متمايزة و مختلفة و ذلك لأن كل فلسفة هي إجابة على أسئلة عصرها , فالفلسفة اليونانية في بدايتها كانت في مواجهة التساؤل الأنطولوجي ( المتعلق بالبحث في الوجود ) و هذا راجع لكون اليونانيين كانوا منشغلين بالبحث في الطبيعة و إيجاد أسبابها و عللها
إن الفلسفة لم تعرف مسارا أو اتجاها واحدا, و لكنها عرفت مسارات و اتجاهات متباينة, فكان تاريخها هو تاريخ التعدد و التنوع و الاختلاف , و هذا المظهر لا يظهر بين فلسفة و أخرى, بل يظهر داخل الفلسفة الواحدة
و إذا كنا قد أبرزنا أن الفلسفة تاريخا, فما هي المحطات أو اللحظات الكبرى لهذا التاريخ ؟
يمكن و بإيجاز أن نقدم هذه الخطاطة التي تعكس التطور العام للفلسفة عبر التاريخ, و هي على النحو التالي :
المرحلة القديمة ==< نشأت الفلسفة اليونانية في القرن 6 ق.م
مرحلة العصور الوسطى ==< انتقال الفلسفة إلى أوروبا و العالم الإسلامي من القرن 5 إلى 15م
المرحلة الحديثة ==< ارتباط الفلسفة الأوروبية بالعلم في القرن 17م
المرحلة المعاصرة ==< ابتدأت من الفرن 19 إلى يومنا هذا
انطلاقا من هذه الخطاطة, يمكن القول أن الفلسفة شهدت محطات أو لحظات كبرى خلال تطورها, و لم يكن الانتقال من لحظة لأخرى مجرد انتقال في الزمان و المكان, و لكنه انتقال في فضاء الفكر و اللغة, فما هي طبيعة هذه المسارات التي قطعتها الفلسفة ؟
  تحليل نص بن رشد
 
موضوع النص

يتناول هذا النص موضوع العلاقة بين الدين و الفلسفة أو بين الحكمة و الشريعة, كما أن هذا النص يتناول في نفس الوقت موقف الدين من الفلسفة
 
إشكال النص

يطرح هذا النص إشكالا فلسفيا متعلقا بمسألة العلاقة الموجودة بين الدين و الفلسفة و كذا مسألة رأي الدين في الفلسفة, و هما مسألتان يمكن التعبير عنهما بالتساؤلات الآتية
أية علاقة بين الفلسفة و الدين , هل هي علاقة انفصال و قطيعة, أم هي علاقة ترابط و اتصال ؟

ما هو موقف الدين من الفلسفة ؟
هل الدين يحرم فعل الفلسفة ؟
أم هل الدين يدعو إلى التفلسف و يأمر به ؟
موقف صاحب النص
انطلق ابن رشد في أطروحته من تعريف الفلسفة و بيان مقصدها, فاعتبرها نظرا في الموجودات يهدف إلى معرفة حقيقة الخالق
لقد أبرز ابن رشد أيضا أن الشريعة تدعوا, بل تحث على النظر في الموجودات و على استخدام العقل, و في الأخير أكد ابن رشد أن الفلسفة لا تتعارض مع الدين بل إنهما متصلان و متوافقان, لأنهما معا حق
 
مفاهيم النص

يشتمل هذا النص على مجموعة من المفاهيم التي تختلف من حيث دلالتها, و يمكن في هذا المجال أن نميز بين حقلين دلاليين مختلفين
الفلسفة: كحقل دلالي
الدين: كحقل دلالي آخر
في الحقل الأول يمكن إدخال مفاهيم: التفلسف, الاعتبار, القياس, البرهان, الحق. أما مفاهيم: الندب, الشرع, الشريعة, الخالق, الوجوب, القياس الشرعي, فهي مفاهيم تنتمي إلى حقل الدين. وبين الحقلين توجد مفاهيم مشتركة مثل: الحق, القياس
 
تعليق حول النص

إن هذا النص يمثل مرافعة نقدية أراد من خلالها ابن رشد الدفاع عن الفلسفة وإثبات مشروعيتها, و ابن رشد في هذا إنما أراد أن يرد الاعتبار للفلسفة أي إلى العقل, و هذا ليس بشيء غريب عند فيلسوف تزود من معين الفلسفة اليونانية خاصة في ملامحها العقلانية مع بعض الفلاسفة أمثال : أرسطو
 
الفلسفة في العصور الحديثة

شهد الفكر الفلسفي ولادة جديدة خلال العصر الحديث, فظهرت الفلسفة الحديثة لتعكس بقضاياها الاهتمامات التي شغلت بال المفكرين خلال هذه الفترة. فما هي القضايا التي انشغلت بها هذه الفلسفة
تحليل نص ديكارت
 
سؤال النص

يطرح هذا النص سؤالا ضمنيا هو : ما هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى معرفة جميع الأشياء ؟
إن ديكارت من خلال هذا السؤال يطرح مشكلة ذات طبيعة منهجية, فالسؤال هنا سؤال يتعلق بالمنهج, أي بالطريقة التي تؤمن عملية المعرفة و تصون و تحمي الذات من الوقوع في الأخطاء
رأي صاحب النص
انطلق ديكارت من الإقرار بضرورة اتخاذ الحيطة و الحذر و عدم التسرع في إصدار الأحكام التي لم تستمد من العقل, و لقد اعتبر ديكارت على أن الوصول إلى معرفة جميع الأشياء يتطلب امتلاك طريقة أو منهج, و لقد انتهى ديكارت من خلال دراسته لعدد من العلوم و الفلسفة إلى استنباط أربعة قواعد منطقية هي :
قاعدة الشك في ما هو غير واضح
تقسيم المشكلات إلى أجزاء
ترتيب الأفكار من البسيط إلى المركب
قاعدة الإحصاء و المراجعة الشاملة للنتائج
 
تعليق حول النص

يعكس هذا النص اهتماما من بين الاهتمامات التي انشغل بها ديكارت و المتعلقة بمسألة المنهج, حيث أنه اعتبر أن الوصول إلى الحقيقة لا يمكن أن يتم إلا إذا تسلح العقل بمنهج يعصمه من الوقوع في الأخطاء
تحليل نص لبرتراندر راس
سؤال النص
يطرح هذا النص سؤالا يتعلق بمهمة الفلاسفة و وظيفة الفلسفة, و يمكن أن نصغ هذا السؤال كالآتي : ما هي الوظيفة التي تقوم بها الفلسفة ؟
رأي صاحب النص
أبرز "راسل" أن مجال العلم يختلف عن مجال الفلسفة, فالعلم يهتم بدراسة الأشياء و الظواهر مثل الآلات و الإنسان و الكواكب, أما الفلسفة فهي تهتم بالتأمل و الاستطلاع و الاستكشاف, إنها عبارة عن مغامرة فكرية. يرى صاحب النص أيضا على أن خطاب الفلسفة يبدأ عندما يغادر الإنسان نطاق العلم, و في نفس الوقت بين على أن هناك علاقة بين الفلسفة و العلم, غير أن العلم عندما يتأسس على قوة متينة, فإنه يستقل عن الفلسفة و يصبح قائما بذاته
يبدو من خلال هذا النص أن الفلسفة المعاصرة من بين ما اهتمت به موضوع العلاقة بين العلم و الفلسفة, و على الرغم من الاختلاف الموجود بينهما, فإنهما في حاجة إلى بعضهما البعض, كما أن الإنسان في حاجة ماسة إليهما معا
 
استنتاجات

إن النماذج الفلسفية التي استقيناها من تاريخ الفلسفة (طاليس, ابن رشد, ديكارت, برتراند راسل) تجسد اللحظات التاريخية المختلفة التي شهدها الفكر الفلسفي. لقد توصلنا إلى أن كل لحظة من تلك اللحظات عالجت و بطرقة خاصة إشكالا فلسفيا محددا و بلورت مفاهيم فلسفية خاصة, فبالنسبة للفلسفة الإسلامية في العصر الوسيط رأينا كيف أن ابن رشد كان في مواجهة إشكالية محددة هي إشكالية العلاقة بين الدين و الفلسفة, حيث انتهى ابن رشد إلى التأكيد إلى أن لا خلاف بين الدين و الفلسفة, و أن العلاقة بينهما هي علاقة اتصال و انسجام و توافق, و خلال الحقبة الحديثة من تاريخ أوروبا ظهر ديكارت الذي اعتبر أعظم فلاسفة عصره, و قد عالج ديكارت قضايا فلسفية ميتافيزيقية ( الله, العالم, النفس, الإنسان,...), كما أنه عالج قضايا منهجية تتعلق بالبحث عن المنهج السليم المؤدي إلى الحقيقة, من هنا رفع ديكارت شعار الشك باعتباره منهاجا سديدا يؤدي إلى اليقين
و في المرحلة المعاصرة من تاريخ الفلسفة توقفنا عند أحد الفلاسفة الغربيين و هو برتروند راسل الذي طرح قضية العلاقة بين الفلسفة و العلم, مبينا أن الفلسفة تهتم بالبحث في مناطق المجهول, إنها استطلاع أو هي مغامرة استكشافية مطلوبة لذاتها, أما العلم فهو معرفة مرتبطة بالأهداف العملية ذات صلة بالحياة الإنسانية.