‏إظهار الرسائل ذات التسميات التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التاريخ. إظهار كافة الرسائل

درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م

تقديم إشكالي:

ينكب موضوع التاريخ على معرفة التحولات المجتمعية التي عرفها العالم المتوسطي ما بين ق 15 وق 18م، التي انقسمت إلى مرحلتين حيث تميزت المرحلة الأولى بالتوازن بين ضفتي العالم المتوسطي خلال القرنين 15 و16م، وباختلال هذا التوازن في المرحلة الثانية خلال القرنين 17 و18م.
  • فما هو الإطار الزماني والجمالي لهذه التحولات؟
  • وما هي المفاهيم الفكرية والسياسية التي ارتبطت بهذه المرحلة؟

І – معرفة العالم المتوسطي وامتداداته المجالية ما بين ق 15 وق 18م:

1 – تحديد الإطار الزمني للتحولات العامة بالعالم المتوسطي:

يعد العصر الحديث الفترة الزمنية التي عرفت أهم الأحداث والتحولات بالعالم المتوسطي حيث تم اكتشاف العالم الجديد (أمريكا الشمالية 1492م)، واختراع المطبعة 1455م، انتصار السعديين في معركة وادي المخازن 1578م، إضافة إلى حدوث ثورات عديدة، الثورة  الإنجليزية 1688م، والثورة الفرنسية 1789م.

2 – توطين مجال العالم المتوسطي بضفته كمركز وامتدادات (ألمانيا، بريطانيا):

المجال المتوسطي هو كيان جيوتاريخي ويعد جبهة اتصال بين كيانات حضارية مختلفة تفاعلت فيما بينها وأنتجت ثلاث حضارات:
  • حضارة الغرب الإسلامي.
  • حضارة أوربا الغربية.
  • حضارة الإغريق.

ІІ – ظهور المفاهيم المرتبطة باستمرار التوازن واختلاله في العالم المتوسطي ما بين ق 15 و18م:

1 ـ معرفة مفهوم الحداثة في أروبا:

الحداثة تحول جذري عرفته المجتمعات الأوربية على كافة المستويات الفكرية والفنية والاجتماعية والدينية، مما ساهم في نقله نوعية غيرت عقلية العالم الغربي لتحرره من قيود القرون الوسطى.

2 ـ استمرار توازن العالم الأوربي والعالم الغربي ما بين ق 15 و16م:

لم يبقى العالم الإسلامي بعيدا عن هذه التحولات لا سيما في الميدان العسكري، حيث استمرت الهيمنة العثمانية بعد سقوط القسطنطينية عام 1453م، مما سمح باستمرار التوازن بين العالمين، أوربا الغربية والعالم الإسلامي.

3 – عرفت ضفتي العالم المتوسطي خلال القرنين 17 و18 عدة مظاهر احتلال التوازن:

ضعفت أسس القوة العثمانية خلال ق 17م بسبب ازدياد الضغوط العسكرية الأوربية وقوتها الحربية، ثم تحول أهم المحاور التجارية من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلنتي، فأصبحت الإمبراطورية العثمانية تعافي من أزمة مالية خطيرة أدت إلى حدود الإنتاج الاقتصادي بالعالم الإسلامي الذي حاول القيام بحركات إصلاحية للحاق بركب المجتمعات الأوربية، لكن دون جدوى إذ تعمق التفاوت واختل التوازن بين الضفتين.

خاتمة:

عرف العالم المتوسطي بضفتيه كمركز وامتدادات (بريطانيا، ألمانيا) خلال القرنين 15 و18م تطورات بفعل اتجاه أروبا نحو بناء الحداثة نتيجة عدة تحولات، ولم يبق العالم الإسلامي بعيدا عن بعض هذه التحولات مما سمح باستمرار التوازن بينه وبين أوربا الغربية إلى حدود نهاية القرن 16م.

درس التحولات الفكرية والعلمية والفنية (الحركة الإنسية) – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

التحولات الفكرية والعلمية والفنية (الحركة الإنسية)

تقديم إشكالي:

عرف القرن 15 و16م تحولات متنوعة تجلت في الميادين الفكرية والعلمية والفنية التي ساهمت في انبثاق الحركة الإنسية.
  • فما هي الحركة الإنسية وخصائصها؟
  • وما هي الظروف التي ظهرت من خلالها والطرق التي ساعدت على انتشارها؟

І – معرفة أسباب التحولات الفكرية والفنية والعلمية:

1 – انطلاق التحولات من إيطاليا لتمتد إلى باقي دول أوربا الغربية:

شهدت إيطاليا عدة تحولات شملت مختلف الميادين الفكرية والعلمية والدينية وذلك لأسباب متنوعة، وهي كالتالي:
  • نظرا لموقعها الإستراتيجي وسط حوض البحر المتوسط حيث لعبت دور الوسيط بين آسيا وغرب أوربا مما أدى إلى ازدهار مدن إيطاليا المستقلة (فلورانسا، جنوة، البندقية …)، كذلك موقعها بين العالم الإسلامي وأوربا سمح بانتقال مظاهر الحضارة الإسلامية إلى أوربا.
  • بعد سقوط القسطنطينة على يد العثمانيين انتقل عدد من العلماء ومعهم العديد من المخطوطات والوثائق الإغريقية للاستقرار بالمدن الإيطالية، إضافة إلى وجود الآثار الرومانية التي أثارت اهتمام الإيطاليين للبحث في الجوانب الفنية والعلمية والهندسية للعالم اليوناني والروماني.
  • المدن الإيطالية كانت أكثر المدن الأوربية تجارة وصناعة مما أدى إلى تراكم الأرباح والثروات، وظهور مؤسسات بنكية ومالية، وأسر غنية مما أدى إلى تطور الحياة الثقافية والفنية.
  • رغبة الكنيسة في جعل روما عاصمة للعالم المسيحي، وقد ثم إنشاء التحولات التي عرفتها إيطاليا إلى باقي بلدان أوربا الغربية خلال القرنين 15 و16م، حيث امتدت هذه التحولات لتشمل كل من إسبانيا وفرنسا وانجلترا وألمانيا وبلجيكا.

2 – قيام أفكار الحركة الإنسية على إحياء التراث القديم:

الحركة الإنسية: هي حركة ساهمت في النهضة الأوربية بفكر جديد يمجد عقل وقوة الإنسان، وينتقد الكنيسة الكاثوليكية، فقد عمل الإنسيون على إحياء التراث القديم اليوناني واللاتيني، كما وضعوا القواميس العلمية للغة اللاتينية حيث سارت معرفة اللغات ركنا أساسيا في تكوين الثقافة الإنسية، وقد تزعم إيرازم الحركة الإنسية من خلال تقديمه للفلاسفة والمفكرين القدامى من “سقراط” و”شيشرون”، كما قام إيرازم بعدة رحلات تجاه مدن أوربية مختلفة مثل باريس، أكسفورد، البندقية …، وذلك بهدف نشر أفكار حركته، وقد شكل الإنسان محور الفكر الإنسي لقوة عقله وعضلاته الجسمانية.

3 – اتجاه الحركة الإنسية في نشر أفكارها اعتمادا على المطبعة:

  • أهداف الحركة الإنسية: قامت الحركة الإنسية بأحياء التراث القديم الإغريقي واللاتيني، وإعادة الاعتبار للإنسان وتخلصه من الوضعية المظلمة التي عاشها في العصر الوسيط.
  • نشر مطبعة غوتنبرغ أفكار وأهداف الحركة الإنسية: كان لاختراع الطباعة على يد يوحنا غوتنبرغ 1455م الدور الكبير في توفير الكتب المطبوعة بتكاليف أقل، حيث أصبح الكتاب في متناول الجميع بعد أن كان مقتصرا بين فئة الميسورين لغلاء ثمنه، مما ساهم في انتشار التحولات عبر القارة الأوربية واحتضان الحركة الإنسية من قبل بعض الملوك الأوربيين فرانسوا الأول ملك فرنسا الذي شجع هذه الحركة.

ІІ – عرفت التحولات الفكرية والعلمية والفنية عدة مظاهر:

1 ـ تنوعت مظاهر الحركة الفكرية:

ظهور المطبعة ساهم في توسيع المعرفة وكذلك الاهتمام بتطوير اللغات الوطنية والكتابة بها وطبع الكتب باللغة الفرنسية عوض اللغة اللاتينية (كتاب المحاولات لمونتافي) وترجمة الإنجيل إلى اللغة الألمانية “لوثر”، ثم العالم سرفنتس الذي نشر قصة “دون كيشوت” باللغة الإسبانية، كما تم وضع قواعد وأسس اللغات (الترجمة)، وتطوير أساليب ومضامين التعليم، حيث ظهرت الكتابة التي تأخذ طابع التسلية والمرح، إضافة إلى الاهتمام بكل العلوم وتطوير طرق التدريس بأوربا الغربية.

2 ـ انتشار الحركة الإنسية من خلال عدة تحولات علمية:

تجلت هذه التحولات في تطوير مناهج العلوم من خلال قيام المعرفة على أساس التجربة والمنطق وبالتالي ظهور قواعد الفكر العلمي الحديث، كما ثم تطبيق التجربة في مادة الرياضيات، وكذلك ظهرت التحولات العلمية في تطور علوم الفلك من خلال نظريتا بطليموس في القرن الثاني الميلادي التي تقول بأن الأرض ثابتة ومركز للكون، وكوبرنيك في القرن 16م التي تقول بأن الشمس مركز للكون والأرض كوكب يدور حولها إلى جانب كواكب المجموعة الشمسية، كما تم تطوير الطب وأساليب التشريح رغم معارضة الكنيسة وذلك بطباعة الكتب الطبية وإنشاء كلية الطب.

3 – تميزت الفترة بتحولات فنية مهمة:

  • في ميدان الرسم: انطلاق النهضة الفنية من إيطاليا ثم توسعت لتشمل المراكز في باقي المدن، من أهم فنانين عصر النهضة “ليوناردو دافينشي” الذي ركز على الأبعاد الثلاثة (العمق، الظل، الضوء)، وتميز الرسم عند الإفسينت بتنوع المواضيع والتركيز على الإنسان وإبراز نواحيه الجمالية.
  • في ميدان النحت: ارتباط تطوره بمحاولة تقليد القدامى الإغريق والرومان والتركيز على الإنسان وإبراز عضلاته وقوته، من أهم نحات هذه الفترة “مايكل أنجلو” و”دوناطيلو”.
  • في ميدان الهندسة: تميزت الهندسة المعمارية بالتناسب والتطابق والعلو واعتماد معايير مضبوطة وتميزت بالتوسع الأفقي.

خاتمة:

ارتبطت التحولات الفكرية والعلمية والفنية التي عرفها القرن 15 و16م بالحركة الإنسية، وكانت نقطة تحول لظهور تحولات همت جوانب أخرى (دينية، وسياسية، واجتماعية …).

درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و16م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و16م

تقديم إشكالي:

مع بداية الحقبة الحديثة أخذت البورجوازية تحل تدريجيا محل الإقطاعية بأوربا في نفس الوقت تعزز الدور السياسي للدولة القومية.
  • فما هي الوضعية العامة للمجتمع الأوربي في نهاية الحقبة الوسيطية؟
  • وكيف ظهرت الطبقة البورجوازية؟
  • وما هي التطورات السياسية التي عرفتها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا؟
  • وما هي وسائل الدولة القومية الحديثة؟

І – التحولات الاجتماعيـة بأوربا:

1 – تشكل المجتمع الأوربي في أواخر الحقبة الوسيطية من الطبقات الآتية:

  • النبلاء أو الفيوداليون أو الإقطاعيون: كبار الملاك في إطار الفلاحة التقليدية الذين كانوا يجمعون بين الثروة والسلطة، ويقومون بحماية كل من رجال الدين والفلاحين الصغار، وكانوا يمثلون نسبة قليلة من مجموع السكان.
  • رجال الدين أو الإكليروس: وقد تمتعوا بعدة امتيازات منها حمايتهم من طـرف النبلاء وحصولهم على الهدايا وإعفاؤهم من الضرائب، في المقابل كانوا يدعون لفائدة النبلاء والفلاحين الصغار، وكانوا أيضا يشكلون أقلية محدودة.
  • الفلاحون الصغار: (الأقنان) وكانوا يقومون بأعمال السخرة (أعمال إجبارية وبدون مقابل) لفائدة النبلاء ورجال الدين، كما كانوا مثقلين بأداء الضرائب، وقد شكلوا غالبية المجتمع الأوربي.

2 – ساهمت عدة عوامل في نشأة و تطور البورجوازية الأوربية:

في نهاية ق 12م وبداية ق 13م عرفت إيطاليا تحولات اقتصادية كبيرة تمثلت في الانتقال من الفلاحة التقليدية إلى مزاولة التجارة والأنشطة المالية، وبالتالي ظهرت لأول مرة الطبقة البورجوازية، وقد ساعدت التجارة البحرية على تطور البورجوازية الأوربية خلال القرنين 15 و16م.

ІІ – التحولات السياسية وبناء الدولة القومية الحديثة بأوربا:

1 ـ شهدت إسبانيا وفرنسا وإيطاليا تحولات سياسية في القرنين 15 و16م:

  • إسبانيا: في ق 15م توحدت إسبانيا بعد زواج فرديناند (ملك الأراغون) بإزابيلا (ملكة قشالة)، كما تم طرد العرب من الأندلس، وفي ق 16م أصبحت إسبانيا دولة عظمى خاصة في عهدي الملكين شارل الخامس وفيليب الثاني.
  • فرنسا: مثل النصف الأول من ق 15م الشطر الثاني من حرب المائة سنة التي دارت بين فرنسا وإنجلترا، وفي الفترة الممتدة من مطلع ق 15م إلى منتصف ق 16م ثم توحيد فرنسا تدريجيا، وبالتالي أصبحت فرنسا قوة كبرى في العالم.
  • إيطاليا: كانت إيطاليا مجزأة إلى عدة إمارات من أبرزها البندقية، فلورانسا، جينوة، ونابولي، وقد تمركزت ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية في الجزء الأوسط من إيطاليا (منطقة روما).

2 ـ اعتمدت الدولة القومية الحديثة بأوربا على وسائل متعددة:

مع بداية العصر الحديث أخذت الدولة القومية بأوربا تحل تدريجيا محل الدولة الإقطاعية، وقد قامت الدولة القومية الحديثة على بعض الأسس من أبرزها:
  • الملكية المطلقة: حيث كان الملك يجمع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ويمنع الحريات العامة.
  • البيروقراطية: احتكار الأقلية الحاكمة السلطة التقريرية.
  • تقوية الأجهزة الإدارية والعسكرية والجبائية.

خاتمة:

شكلت التحولات الاجتماعية والسياسية قفزة كبرى في تاريخ أوربا وواكبتها بعض الأحداث من أهمها الاكتشافات الجغرافية.

درس الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية – التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية

تقديم إشكالي:

اهتمت أوربا خلال القرنين 15 و16م بدوافع اقتصادية ودينية للقيام بالاكتشافات الجغرافية الكبرى، مما مكنها من الوصول إلى الهند واكتشاف عوالم جديدة ترتب عنها نتائج هامة غيرت مسار العلاقات التاريخية في أوربا والعالم، كما أدت إلى ظهور طبقة بورجوازية مركنتيلية.
  • ما طبيعة الاكتشافات الجغرافيا وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م؟
  • ما دوافعها ونتائجها الدالة على التحولات التي عرفتها أوربا والعالم عقب ذلك؟
  • ما خصائص الميركنتيلية كلبنة أساس للفكر الاقتصادي آنذاك؟

I- ارتبطت الاكتشافات الجغرافية الكبرى بعدة دوافع وامتدت في مجال شاسع خلال القرنين 15 و16م:

1 – كانت وراء الاكتشافات الجغرافية دوافع اقتصادية وتقنية وعلمية:

  • استمر التجار الإيطاليون في جلب المواد الشرقية لكن بتكاليف أكبر، مما زاد في ارتفاع أثمانها وقلص بالتالي من أرباح التجار الأوربيين، ولتحقيق أرباح أكثر عمل الأوربيون على البحث للوصول إلى مناطق الإنتاج دون المرور بالوساطة العربية الإيطالية، فكانت الرغبة في تجاوز هذه الوساطة من أهم دوافع الاكتشافات، إضافة إلى رغبتهم للوصول إلى المعادن النفيسة خاصة الذهب.
  • التطور الاقتصادي والديمغرافي نتج عنه رواج تجاري خلف الحاجة إلى المعادن النفيسة.
  • تزايد الحاجة إلى الذهب خلف مجاعة نقدية بعد استنزاف مناجم الفضة لأوربا، وعجز المغرب عن توفير الحاجيات المتزايدة، فنتج عن ذلك تضخم مالي كبير أدى إلى أزمة اجتماعية واقتصادية مست بمصالح التجار والبلاد والكنيسة.
  • ساعد تقدم المعارف الجغرافية وتقنيات الملاحة على إنجاح الاكتشافات لاسيما بعد تعرف الأوربيين على جغرافية القدامى بواسطة الحرب، وعلى الشرق بواسطة المذكرات التي كتبها المبشرون، كما تم صنع الكارافيلا واختراع البوصلة والإسطرلاب، بالإضافة إلى وضع الخرائط البحرية.

2 – تجلت الدوافع الدينية والسياسية للاكتشافات الجغرافية فيما يلي:

دعمت البابوية المسيحيين بالعطاءات والامتيازات حيث كان لها دور كبير في حثهم على الخروج لمواجهة المسلمين والقضاء عليهم، والاستفادة من الاكتشافات الجغرافية، حيث كان لذلك أثر إيجابي على نشر الديانة المسيحية، وقد استفاد من كل هذا بشكل كبير البرتغال والاسبان اللذين حصلوا على أموال طائلة.

II – كان لنتائج الاكتشافات الجغرافية أثر كبير على أوربا والعالم خلال القرنين 15 و16م:

1- نتج عن الاكتشافات الجغرافية حركة استعمارية شرسة قادها البرتغال والإسبان:

تمكن البرتغال من الوصول إلى مناجم الذهب والفضة والدقيق بإفريقيا والشرق الأقصى، فكونت مستعمرات واسعة، وكان المغرب المتضرر الأول، حيث أصبح يعاني من المزاحمة البرتغالية التي تمركزت بسواحل غرب إفريقيا، وأصبحت تتعامل مباشرة مع السودانيين، كما عمل البرتغاليون على إبادة سكان المستعمرات، وذلك عن طريق اللجوء إلى وسيلتين: الأولى تتمثل في الحروب القاسية الظالمة التي شنت ضد الأمم الضعيفة، أما الوسيلة الثانية فتتجلى في الاستغلال والاسترقاق والاستعباد.

2 – خلفت الاكتشافات الجغرافية نتائج مختلفة على أوربا والعالم:

  • نتائج اقتصادية: تمثلت في سيطرة الأوربيين على رواج التجارة العالمية بين القارات وانتعاش الموانئ الأطلسية، (لندن، بوردو، أنفرس) على حساب موانئ البحر الأبيض المتوسط (جنوة، البندقية)، وتجارة القوافل الصحراوية (المغرب)، فتدفقت ثروات هائلة على أوربا مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى استنزاف ثروات وخيرات المنطقة.
  • نتائج سياسية ودينية: تمثلت في انتشار الديانات المسيحية (كاثوليكية، بروتستانتية)، وتكوين إمبراطوريات واسعة برتغالية واسبانية على حساب المستعمرات.
  • نتائج اجتماعية: نقص سكان المستعمرات بسبب الإبادة والاسترقاق والاستعباد وانتهاك كرامة الإنسان، وتدني عيش العمال والحرفيين والفلاحين بسبب ارتفاع الأسعار، ثم استغلال الثروة والغنى من الطبقة الديمقراطية إلى بورجوازية، وتدفق هائل للمهاجرين والمغامرين والمضطهدين نحو العالم الجديد.
  • نتائج ثقافية وفكرية: تمثلت النتائج الثقافية في تقديم العلوم الجغرافية كإثبات كروية الأرض، ووضع خرائط جديدة للعالم، وانهيار المعلومات الجغرافية للعصر الوسيط، أما النتائج الفكرية فقد تجسدت في ظهور المذهب الميركنتيلي.

III – نظمت المركنتيلية الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأوربا خلال القرنين 15 و16م:

1- تعريف المركنتيلية التجارية:

تأسس المذهب الميركنتيلي وهو تيار فكري ظهرت بوادره في ق 15م واستمر إلى ق 18م، والميركنتيلية مصطلح ينسب إلى كلمة “مركنتي” الإيطالية، وتعني تاجر، يقوم هذا الفكر على مبدأين أساسين: أولهما يربط قوة الدولة بمدى ما تتوفر عليه من معادن نفيسة، ويقوم المبدأ الثاني على توجيه الدولة للاقتصاد، وذلك بخلق صناعات محلية لضمان القدرة على مواجهة المنافسة الخارجية وضمان الأسواق، مما يفرض عليها ضرورة مراقبة جودة المنتوجات الصناعية عن طريق سن قوانين صارمة.

2 – اختلفت خصائص ومظاهر الفكر الميركنتيلي حسب سياسية الدولة:

  • فرنسا ==> الاهتمام بالصناعة كأساس لجلب وجمع المعادن النفيسة.
  • إنجلترا ==> أسست شركات تجارية كبرى في المستعمرات، وفرضت قوانين ملاحية لحماية التجارة ==> اهتمت بالنفائس المعدنية.
والنتيجة كانت هي تحقيق فائض في الميزان التجاري عن طريق تراكم المعادن النفيسة في خزائن كل من فرنسا وانجلترا، وعلى نقيض ذلك تراجع هذا الرصيد بإسبانيا، وتفشت ظاهرة التهريب لهذه الثروة.

خاتمة:

لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة، وحركت التجارة البعيدة وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.

درس المد الإسلامي (امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي) – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

المد الإسلامي (امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي)

تقديم إشكالي:

خلال القرنين 15 و16م شكل العالم الإسلامي مجالا لاختبار موازين القوى بين العثمانيين والأوربيين، وامتد الصراع بين الطرفين ليشمل مناطق تجاوزت البحر المتوسط لتصل وسط أوربا ومنطقة المشرق العربي.
  • فما هي أسباب امتداد النفوذ العثماني والأوربي؟
  • وما هي مراحل توسع كل منهما؟

І – أسباب ومراحل امتداد النفوذ العثماني خلال القرنين 15 و16م:

1- تعددت أسباب امتداد نفوذ العثمانيين:

تتجلى هذه الأسباب في رغبة العثمانيين في السيطرة على مدينة القسطنطينية 1453م، واتخاذها عاصمة لإمبراطوريتهم لتأمين المواصلات بين مناطق نفوذهم الآسيوية والأوربية، كما عمل الأوربيون أيضا للرد على المحاولات البرتغالية الهادفة إلى خنق الاقتصاد العثماني والسيطرة على تجارة البحر المتوسط.

2 – دوافع امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي:

سعى العثمانيون إلى مواجهة التدخل الإسباني والإيطالي بشمال غرب إفريقيا، ومواجهة التدخل البرتغالي ببحر عمان، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي، وكذا السيطرة على الشرق الأقصى والهند، إضافة إلى حماية الحرمين الشريفين.

ІІ- ساهمت عدة عوامل في توسيع نفوذ الدولة العثمانية خلال ق 15 و16:

1 – مراحل امتداد النفوذ العثماني بأوربا:

استولى السلطان العثماني محمد الفاتح على القسطنطينية لأهميتها الإستراتيجية والتجارية، كما ضم العثمانيون سنة 1463م منطقة البوسنة، واستطاعت جيوش السلطان سليمان القانوني دخول مدينة بودابست عاصمة بلغاريا بعد هزم الجيوش الأوربية في معركة موهاكس استعدادا للهجوم مستقبلا على النمسا وألمانيا، كما تم إخضاع جزر قبرص، وكريت، ورودس سنة 1573م.

2 – مراحل امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي:

هاجم السلطان سليم الأول إيران وانتصر على الشاه إسماعيل في معركة “جال ديرات” سنة 1514م بسبب احتلال الإيرانيين للعراق، ونشر مذهبهم الشيعي بالمنطقة، كما استغل السلطان ضعف االمماليك فاحتل الشام بانتصاره في معركة مرج دابق سنة 1516م، كما ضم مصر والحجاز، فأصبح العثمانيون يحمون الحرمين الشريفين، وخلال سنة 1518م تمكن العثمانيون من ضم الجزائر، وأخضعوا أيضا تونس لحكمهم سنة 1575م بعد هزم الحفصيين، والقضاء على الوجود الإسباني بالمنطقة.

ІІІـ أسباب ومراحل بداية التدخل الأوربي ونتائجه في العالم الإسلامي خلال ق 15 و16م:

1 ـ أسباب التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي:

ارتبطت بداية التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي بعدة أسباب، منها: الموقع الاستراتيجي لبعض البلدان العربية والإسلامية، كالمغرب الذي يطل على المحيط الأطلنتي والبحر المتوسط، وشبه الجزيرة العربية التي تعتبر نقطة إلتقاء بين أوربا وإفريقيا وآسيا، مما يسمح بمراقبة طرق التجارة العالمية.

2 ـ مراحل بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي خلال ق 15 و16م:

  • المغرب الأقصى: ركز البرتغال في احتلاله للسواحل المغربية خلال المرحلة الأولى على الثغور الشمالية باستعمال القوة، في حين أخضع المناطق الجنوبية بنهجه الأسلوب السياسي والديبلوماسي.
  • المغرب الأوسط: ركز الإسبان على المدن الساحلية كتلمسان لتأمين الطريق البحري الرابط بين إسبانيا وممتلكاتها بالبحر الأبيض المتوسط.
  • المشرق العربي: احتل البرتغال الطريقين العالميين عبر الشرق الأدنى نحو أوربا، وهما طريق الخليج العربي وطريق البحر الأحمر، اللذان تتحكم فيهما (مضيق “هرمز” و “باب المندب”)، حيث استطاعوا التحكم في طرق التجارة الشرقية.

3 – ترتب عن التدخل الأوربي في العالم الإسلامي مجموعة من النتائج:

فقد المغرب أهميته التجارية (تجارة القوافل الصحراوية) بعد هيمنة البرتغال على مصادر الإنتاج بالجنوب، نفس الضرر لحق بالمشرق العربي من خلال القضاء على الوساطة العربية بين أوربا والمناطق الآسيوية المنتجة للتوابل والحرير، كما أدى التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي إلى اندلاع المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بتوجيه من العلماء، أما بالمغرب فقد ظهرت الدولة السعدية التي حملت لواء الجهاد ضد الأيبيريين، وتجلى ذلك واضحا خلال انتصارهم على البرتغال في معركة وادي المخازن سنة 1578م.

خاتمة:

تنازعت العالم التوسطي ابتداء من القرن 15م قوى إسلامية وأوربية، انتهى الصراع بسقوط العالم الإسلامي تحت سيطرة إحدى القوتين، ماعدا المغرب الذي ظهرت به الدولة السعدية.

درس التطورات الاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

التطورات الاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي:

تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب، وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي، والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة.
  • فما هي الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟
  • وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15 و16م؟

I – طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية خلال ق 15 و 16م:

1- اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي ومحلي:

أ – الجهاز الإداري المركزي:
تشكلت الإدارة المركزية من العناصر الآتية:
  • الباب العالي: وهو أعلى سلطة، تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه، وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية، ويعني في الأصل “قصر السلطان”، وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب “البرين” و”البحرين” حاميا الحرمين الشريفين، وكانت له سلطة مطلقة (تنفيذية، تشريعية، وقضائية، باستثناء الأمور الإسلامية).
  • الصدر الأعظم: أعلى منصب بعد السلطان، وهو رئيس الوزراء، ورئيس الديوان، يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية.
  • الدفتر دار: المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها، وهو يلي الصدر الأعظم، يتمتع بحق تقديم العرائض المالية للسلطان.
  • الكاهية باشا: الموظف العسكري الذي يتكلف بتسيير الشؤون العسكرية للإمبراطورية.
  • الشاوس باشا: موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة.
  • رئيس الكتاب: هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين.
  • مجلس الديوان: يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة، وهو أهم مجلس يقدم اقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم.
  • شيخ الإسلام: إصلاح الفتاوى الشرعية.
كان للانتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في تراتبية أجهزة الدولة العثمانية، وفيما يخص بروتوكول الاستقبال، فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول، هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان، يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال، ولا يرى غيرهم.
ب – الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية:
كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق)، وعلى رأس كل مقاطعة وال “سنجق بك” له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية)، وبعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلر بك).

2 – ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية:

أ – العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية:
كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية، وكان هناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها البعض، ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية، وفرض عليها الطاعة المطلقة، مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع اكتساب روابط جديدة، مما أحيا لديها روح الجماعة المهنية، وروح الولاء لعرش السلطان، كما كانت عناصر الإنكشارية تتكون من أسرى الحرب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية ق 15م من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة، وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير وقوة دفاعية أكسبتها هيبة كبيرة في الداخل والخارج، ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري، وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من إدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش، ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين، ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية، فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والاستقرار وقمع الثورات.
ب – التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية:
استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره وانتصرت فرقته المدفعية، كما انتصر بقوته العسكرية، إلا أنه تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416م، الشيء الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري، وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئهم وفرض سيادتهم في البحر الأسود والبحر المتوسط، ومواجهة القرصنة، ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين.

II – معرفة طبيعة الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي خلال ق 16م:

1 – طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي:

أ – في المجال السياسي:
تميز المغرب خلال حكم الوطاسيين بالتجرئة والتفكك السياسي، إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة، مما أثار قبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة، حيث توالت سنوات الجفاف والمجاعة، ثم تفشي داء الطاعون، فانقسم المغرب إلى عدة إمارات، وقد شن الإيبيريون (البرتغاليون والإسبان) هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية احتلت على إثرها سبتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفيسة واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب، في خضم هذه الأوضاع تأسست دولة السعديين، التي وضعت حدا للأطماع العثمانية، وانتصرت على البرتغاليين في معركة وادي المخازن سنة 1578م، وقامت بضم بلاد السودان (إفريقيا السوداء خاصة الغربية) في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي.
ب – في المجال الإداري المركزي:
تشكلت الإدارة المركزية  لدولة السعديين من العناصر الآتية:
  • السلطان: الذي كان يجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية.
  • الحاجب: المسؤول الأول عن الحكومة وينظم الاتصال بين السلطان والولايات.
  • صاحب المظالم: يتلقى الشكايات ويرفعها إلى السلطان للبث فيها.
  • صاحب خزائن الدار: المشرف على أموال الدولة بقصر السلطان.
  • كاتب السر: يحافظ على سر الدولة.
كان السلطان يترأس الجهاز الإداري، وحمل كل ألقاب السلطة اعتبارا للأصل العربي السعدي، ونسبهم الشريف، واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا.
ج – أهم المناصب في الإدارة الإقليمية:
  • خليفة السلطان: من أبناء الأسرة الملكية، الوالي أو العامل في الإقليم.
  • القاضي: يصدر الأحكام
  • عمال الخراج: يجمعون أعشار المنتوجات الفلاحية.
  • شيخ القبيلة: يسهر على أمن الطرق بالمنطقة.
  • صاحب الشرطة: يحافظ على الأمن، و ينفذ العقوبات.
  • أمناء الحرف: يتدخلون للتحكيم من أجل جل النزاعات.
بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية فقد خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة، وعن حرصها على بسط نفوذها، فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم، أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن.

2 – إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال ق 16:

تنوعت العناصر المكونة للجيش السعدي والتي تمثلت في أفراد القبائل المغربية وخاصة قبائل سوس، بالإضافة إلى العرب ذوي الأصول الأندلسية (الموريسكيون)، والأتراك، والأوربيين، كما أنشأ السلطان أحمد المنصور الأسطول الحربي، وعمل على تحصين بعض الموانئ خاصة العرائش والرباط وسلا، وقد تعددت مداخيل الدولة السعدية في عهد أحمد المنصور، إذ شملت الضرائب، والرسوم الجمركية، وعائدات تجارة القوافل، ومصانع السكر، واستغلال المناجم، بالإضافة إلى غنائم معركة وادي المخازن.

IIІ ـ  طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي خلال 15 و16م:

1 ـ الأوضاع الدينية والاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية:

كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متعددة الأعراق والديانات والثقافات، وتتكون من ولايات لكل منها تراثها التاريخي المختلف، مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني، وعدم الإقصاء، وحماية الاستقلال، وتمثل هذا التنوع الثقافي في:
  • انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية.
  • المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.
  • انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.
  • تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش، على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة: إعفاءات من الضرائب، مناصب مهمة أملاك وضيعات …
  • شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان، وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية، المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام، قاضيا (الرملي والأناضول) …

2 ـ مظاهر الأوضاع الدينية والاجتماعية في المغرب السعدي خلال ق 16م:

  • الأوضاع الدينية: لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية اجتماعية: نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية، تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية، ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل، كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.
  • الأوضاع الاجتماعية: تنوعت العناصر السكانية للمغرب خلال عهد السعديين، فالأتراك والأوربيون، عملوا بالجيش، أما السودانيون فقد عملوا في القصور والحقول وأوراش البناء ومعاصر السكر، والأندلسيون عملوا بالتعليم والطب ووظائف متنوعة، وفي القرى مارسوا الزراعة والغراسة، وقد انقسم المغاربة إلى فئتين: فئة ذوي الامتيازات، وقد شملت رجال الحكم، رؤساء القبائل، أعيانها ومشايخها احتكروا التجارة والصناعة، واستفادوا من مجموعة من الامتيازات على شكل عطاءات وإقطاعات، وفئة عامة، وقد شملت الفلاحين الصغار والعمال في الفلاحة، مما سيؤدي إلى تمرد القبائل والسكان نتيجة التفاوت الطبقي الكبير وإثقالهم بالضرائب لاسيما بعد توالي الكوارث الطبيعية مما أدى إلى تضرر هذه الفئة الاجتماعية الصغيرة، كما لعبت المرأة في المجتمع السعدي عدة أدوار سواء على المستوى الفكري أو العلمي والاجتماعي، (مساجد- مرافق اقتصادية …).

خاتمة:

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية، والحفاظ على الخصوصيات الدينية والاجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الأيبيري.

درس التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي:

شهد اقتصاد العالم الإسلامي في القرنين 15 و16م تطورات بفعل تحول الطرق التجارية إلى المحيطيين الأطلنتي والهندي، وهو ما أثر على بنية موارد الدولة ومظاهر إنتاجها الاقتصادي.
  • فما هي مظاهر تحول الطرق التجاري وانعكاساتها على مجالات شريان التجارة القديمة؟
  • وما أثر تحولها؟

I – أثر تحول الطرق التجارية البحرية على شريان التجارة القديمة وعلى اقتصاد العثمانيين:

1- انعكس تحول الطرق التجارية على تراجع الوساطة التجارية الإسلامية خلال ق 15 و16م:

ظلت منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بصفة عامة مزدهرة بسبب توفرها على منتوجات تجارية متنوعة (الفلفل، الذهب، الحرير، النحاس، العاج …)، تجارة هذه البضائع والسلع مرورا من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، جعل المنطقة بصفة عامة تحتل موقعا استراتيجيا هاما وتحظى بأهمية تجارية كبيرة، جعلها محط اهتمام وأطماع الأوربيين، ومع نهاية ق 16م فقد البحر الأبيض المتوسط أهميته التجارية والسياسية بسبب الاكتشافات الجغرافية التي على إثرها تم اكتشاف مناطق وطرق تجارية أخرى.

2 – تأثر اقتصاد الإمبراطورية العثمانية بتحول الطرق التجارية خلال ق 15 و16م:

رغم اعتراض البرتغاليين للملاحة الشرقية، فقد شقت هذه التجارة طريقها عبر الشام والبحر الأحمر فحافظت بعض المدن الشرقية التجارية على حيويتها كمدينة حلب التي كانت تنتهي إليها قوافل إيران والخليج العربي عبر إيران والجزيرة العربية حاملة منتجات الشرق من التوابل والعقاقير والعطور والأقمشة الهندية والفارسية، كما تصدى العثمانيون للتهديد البرتغالي الذي اعترض التجارة الشرقية بسيطرتهم على البحر الأحمر وإغلاقه في وجه السفن البرتغالية والمسيحية، وقد شكلت الفلاحة أساس الاقتصاد العثماني وكانت الدولة تتحكم في 87 % من الأراضي الصالحة للزراعة، كما وفر اختلاف الظروف الطبيعية إنتاجا متنوعا، وقد مثلث الضرائب أهم موارد الدولة، فقد كانت الأراضي توزع في قسم منها على شكل اقطاعات وتجبى ضرائب القسم الثاني في شكل التزام، ذلك أن السلطات العثمانية تمنح حكام الولايات مناصبهم بالالتزام أي مقابل مبلغ مالي معين يدفع قسم منه مقدما والآخر مؤجلا، والملتزم بدوره يقوم بتلزيم مقاطعات ولايته إلى أصحاب الشراء والنقود ومدته سنة واحدة مع اشتراط عدم تحصين الملتزم لأكثر من النسبة المعينة، وقد نتج عن هذه السياسة الضريبية (الالتزام) بالإضافة إلى ضرائب أخرى غير شرعية (عوارض) ازدياد نفوذ الرأسمال التجاري، وتعاظم دور الطبقة التجارية المدينية، وازدياد النفوذ الأجنبي على مستوى العلاقات التجارية بفعل استدانة الفلاحين وأصحاب التيمار من الطبقة التجارية بفوائد جد عالية كانت تعجز عن تسديدها.

II – انعكاس تحول الطرق التجارية على موارد الدولة المغربية وإنتاجها الاقتصادي خلال ق 15 و16م:

1 – أوضاع المغرب الإقتصادية والإجتماعية نتيجة تزايد الضغط الأوربي نهاية ق 15م بداية ق 16م:

نتج عن الغزو الأيبيري للموانئ الشمالية المغربية احتلال سبتة وتحول الطرق التجارية الداخلية نحو الموانئ، إذ أصبحت السلع والمنتجات المغربية تصرف إلى جهات مختلفة، وقد أصبحت المراكز البرتغالية قاعدة لشحن الخيرات المغربية لاسيما الفلاحية، كما عمل البرتغال على امتصاص السلع السودانية خاصة العبيد والتبر، وقد استفادت منطقة دكالة وسكان سواحل إفريقيا من تحول الطرق التجارية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتي، كما انتعشت التجارة المحلية الداخلية نتيجة إقبال التجار الأجانب عليها، وتم تنشيط التجارة الخارجية التي شكلت أحد عناصر قوة الاقتصاد المغربي في هذه المرحلة، وانتشار نظام الشركة والاستثمار بسبب توفر القروض، وظهور طبقة تجارية، وارتفاع المستوى المعيشي، في حين كانت باقي المناطق تعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة في ظل الفتن الداخلية والغزو الأيبيري، كما شهد المغرب أزمة حادة فرضت عليه الانعزال والانكماش ارتبطت باحتلال البرتغاليين للأراضي المغربية، مما أدى إلى تراجع الدولة الوطاسية التي لجأت إلى إثقال السكان بالضرائب مما ألحق بهم ضررا كبيرا، وأخيرا تقلصت المساحات المغربية المزروعة الشيء الذي نتج عنه تراجع الإنتاج الفلاحي، إضافة إلى الكوارث الطبيعية (الجفاف)، والنتيجة هي ارتفاع الأسعار وانتشار المجاعة.

2 عرف المغرب تطور اقتصادي في ظل التحول التجاري والخصائص السياسية والاقتصادية لأحمد المنصور:

  • تشجيع التجارة الخارجية لتوفير الموارد ومواجهة القوى المنافسة لهم، وقد مثلت تجارة السكر موردا أساسيا للخزينة المغربية السعدية، حيث شكلت ثلث عائدات التجارة الخارجية في عهد أحمد المنصور.
  • استقطاب هام من تجارة القوافل الصحراوية إضافة لما وفره ضم السودان من الذهب.
  • ازدهرت التجارة ونمو الصناعات بالمدن فانتعشت التجارة الداخلية من خلال تزايد عدد الفنادق والأسواق.
  • حقق الجيش المغربي السعدي انتصارا واضحا في معركة واد المخازن، هذا الانتصار أدى إلى انهيار القوة العسكرية والمعنوية للبرتغال والدول الحليفة، كما مكن الجيش السعدي من موارد مالية انعكست على الاقتصاد المغربي وقوته العسكرية وأتاحت له تجديدها.
  • دخول دولة أحمد المنصور في منافسة حادة ضد الأسبان بسبب رغبة الطبقة البرجوازية في نشر نفوذها على بلاد السودان والتنافس حول طرق القوافل الصحراوية والتحكم فيها.

خاتمة:

كان لتحول الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي أثر كبير على اقتصاد العالم الإسلامي وتراجع موارده ومداخيله وركود إنتاجه.

درس الحياة الفكرية والفنية في العالم الإسلامي – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

الحياة الفكرية والفنية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي:

عرف العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م ظهور حركة فكرية وفنية تأثرت في بعض جوانبها بما كانت تعرفه الضفة الأوربية من حوض البحر الأبيض المتوسط.
  • فما هي العوامل المساعدة على ظهور هذه الحركة؟
  • وما تجلياتها؟

I – أسس ومظاهر الحياة الفكرية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م:

1-     ارتبطت دوافع ومظاهر الحياة الفكرية بالإمبراطورية العثمانية:

  • شكل الكتاب ومنازل الأغنياء فضاء للتعليم الأولي، حيث يتعلم التلميذ خلاله القرآن والدين والأخلاق على يد مربيين أو مشاييخ زائرين.
  • يتم المتعلم تعليمه بعد مرحلة الكتاب في كليات المساجد والمدارس التي كانت اغلبيتها تتركز في اسطنبول.
  • أسس سليمان القانوني بالإضافة إلى 16 مدرسة كانت موجودة مدارس أخرى، اثنتان للدراسات الخاصة، وواحدة لدار الحديث من أجل دراسة السنة، وأخرى لدراسة الطب.
  • شكلت عطاءات الأغنياء والأوقاف مصدر نفقات التدريس، بالإضافة إلى عطاءات أولياء التلاميذ.
  • كانت الإيالات العراقية تتوفر على مدارس يتخرج منها طلبة معترف بهم، إضافة إلى وجود كليات للشيعة في النجف وكربلاء، كما مثلث مكة والمدينة مراكز للنشاط التعليمي.
  • كان الأزهر مؤسسة تحتل مكانة بارزة في مجال التدريس بالإمبراطورية العثمانية، بسبب توفره على هيئة التدريس كافية، وقدرتها على تأمين الموارد الاقتصادية.
  • اهتم السلاطين العثمانيون بتشجيع الحركة الفكرية وتنشيطها من خلال إغراق الشعراء بالهدايا والمنح المادية، كما اهتموا بالعلوم الإنسانية.
  • شكلت اللغة الفارسية محطة إعجاب وتقدير السلاطين العثمانيين، حيث وظفت في وصف التاريخ العثماني.
  • احتل الشعر وفن الخط أهمية كبرى في الثقافة العثمانية.
  • شاركت المرأة في الإبداع الأدبي بالإمبراطورية العثمانية، إذ كانت تقوم بتنظيم الشعر.
  • اهتمام السلطة المركزية بعلم التاريخ، ووضع المؤرخون كتبهم باللغة الفارسية ومن أصناف الكتابة التاريخية كتب “التراجم”، وكتاب “التاريخ الشامل”، ومن أبرز أسماء المؤرخين الذين ظهروا بالإمبراطورية العثمانية ابن إلياس، محمد بن طولون، وقطب الدين النهراوالي.
  • ظهر الاهتمام بعلم الجغرافيا وتطوير الفلك كما ظهر الاهتمام بالثقافة الفارسية من خلال تقليد الشعر الفارسي والتأثر به إلى حد كبير.

2 – دوافع وأسس ومظاهر الحياة الفكرية بالمغرب خلال العهد السعدي:

ارتبط ظهور الحياة الفكرية بالمغرب خلال العهد السعدي بالعوامل التالية:
  • المراكز الثقافية في الحواضر والبوادي لاسيما بمراكش التي كانت تزخر بمعاهد التعليم (مسجد الشرفاء بالمواسين، مسجد باب دكالة، مدرسة بن يوسف، كما تم تجديد جامع القرويين).
  • شكل انتقال المغاربة إلى المشرق العربي مصدرا أساسيا للتزود بالمعارف العلمية عن طريق تلقي الدروس في مختلف المراكز الثقافية، وشراء الكتب والمخطوطات، وربط صدقات بين مختلف العلماء ومشايخ الطرق الصوفية، كما تأثرت الثقافة المغربية السعدية إلى حد كبير بالثقافة الأوربية.
  • اهتمام ملوك الدولة السعدية بتنشيط الحياة الثقافية من خلال حضور المجالس العلمية وترأسها بمعية الأمراء.
  • كثرت الكتب في العصر السعدي وتنوعت مواظيعها: الشرعية، اللغوية، الرياضية الطبية التاريخية والأدبية، مما أنعكس على أغناء الحركة الفكرية بالمغرب السعدي.

3 – مظاهر الحركة الفكرية بالمغرب السعدي خلال ق 16م:

اهتم الملوك السعديون بالحياة الفكرية والثقافية، والدليل على ذلك ما كان يتوفر عليه أحمد المنصور من معلومات عالية في الأدب، التاريخ، المنطق، البلاغة، الفقه، أصول التفسير، الحديث، الترجمة، الرياضيات، الفلك والعلوم اللغوية، كما كان ينظم الشعر ويهتم بالحساب والنحو، كما اهتم السعديون بالجمع بين الثقافة الفقهية والصوفية عند علماء المغرب السعدي، منهم: الشيخ الفقيه الخطيب الصالح سيدي بصري المكناسي، كما أولى المنصور أهمية كبيرة بالمترجمين وكان أبو القاسم الحجري من أشهر هؤلاء.

II – مظاهر الحياة الفتية بالعالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م:

1 – مظاهر الحياة الفنية بالإمبراطورية العثمانية:

  • من مظاهر الحياة الفنية بالإمبراطورية العثمانية كانت المساجد، حيث تمتاز بفخامة المواد البنائية، والزخرفة على الطريقة الفارسية.
  • كانت الجوامع العثمانية تحيط بها مجموعة من المرافق المعمارية: المدارس، الحمامات، دار العجزة والمستشفيات، ومطاعم الفقراء.
  • لعب الزجاج دورا كبيرا كمادة تعمل في الزخرفة.
  • تميز جامع السيليمية الذي شيده المهندس سان للسلطان سليم الثاني عن باقي المباني الإمبراطورية العثمانية خلال ق 16م في كونه أول مسجد يعتمد القبة الضخمة، وكذلك زخرفته المميزة.
  • سهر كل من السلطان وبناته والوزراء ثم الأغنياء على القصور والمساجد.
  • اهتم با يزيد بشبكة الطرق والجسور مستعينا بمهرة الصناع من اليونان والبلغار، مما ساعد على تسهيل حركة المواصلات العامة.
  • إشراف سنان على تشييد مجموعة من المنشآت العمرانية في عهد السليمان من حمامات، وأضرحة، وجسور …

2 – مظاهر الحياة الفتية بالمغرب السعدي خلال ق 16م:

  • ساهم في تشييد قصر البديع بمراكش صناع من الخارج، والبناءون دوي الخبرة الكبرى في مجال المعمار، كما استغل فيه آثار الدولة، وامتاز بزخرفة رائعة استخدمت فيها أصباغ متنوعة، مهتما بالخط العربي على الطريقة الإيرانية والتركية
  • احتل الزجاج مكانة خاصة في النفس المعماري بالمغرب السعدي، وكان يستغل في الزخرفة .
  • بني السلطان الغالب بالله جامع الأشراف بحومة الحواسين بمراكش، والسقايا المتصلة به، والمارستان، كما جدد بناء المدرسة الموجودة بجوار جامع ابن يوسف اللمثوني.
  • وصل صدى المعمار المغربي خلال العهد السعدي إلى أروبا من خلال الكاتب الفرنسي مونطين.
  • بني المنصور بستان بالمسطرة، وقد انشأ بجوار الجوامع والمساجد السقايات اعثبرت كتحف فنية، كسقاية جامع باب دكالة، وسقاية جامع المواسين …

خاتمة:

كان لتحول الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي أثر كبير على اقتصاد العالم الإسلامي وتراجع موارده ومداخيله وركود إنتاجه.

درس عصر الأنوار (الفكر الإنجليزي والفكر الفرنسي) – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

عصر الأنوار (الفكر الإنجليزي والفكر الفرنسي)

تقديم إشكالي:

اعتمد فكر الأنوار بأوربا على استعمال العقل، وقد ظهر في ق 17م، وتبلور في ق 18م، وانتشر على الخصوص في انجلترا وفرنسا.
  • فما هي مبادئ فكر الأنوار الإنجليزي والفرنسي وخلفيته الاجتماعية والسياسية؟
  • وما هي وسائل نشر فكر الأنوار؟

I – فكر الأنوار الإنجليزي:

1- الظروف الاجتماعية والسياسية بإنجلترا خلال ق 17م:

  • تزايد نفوذ البورجوازية الإنجليزية، واضطرار الطبقة الإقطاعية إلى تطوير أساليب الإنتاج، وقبول الإصلاحات الجديدة وذلك لمواكبة متطلبات العصر، في المقابل ظلت الطبقة الفقيرة تعاني من ظروف اجتماعية مزرية,
  • حافظت انجلترا على النظام الملكي رغم حدوث بعض الثورات من أهمها الثورة الأولى، والثورة العظيمة.

2 – أقطاب فكر الأنوار الإنجليزي:

  • توماس هوبز: فيلسوف إنجليزي عاش في ق 17م، دافع عن الحكم المطلق والملكية المطلقة، ودعا إلى ضرورة تنازل الأفراد عن حقوقهم الطبيعية، وقد وضع بعض النظريات السياسية الحديثة من أبرزها: الحق الطبيعي: أي الحرية التي يمتلكها كل شخص وتمكنه من استعمال سلطته كما يريد، الحرية: أي غياب العوائق الخارجية التي تنزع من الإنسان جزءا من سلطته، القانون الطبيعي: أي القانون المستنتج من طبيعة الناس وعلاقاتهم فيما بينهم، والذي يستهدف المحافظة على حياة الإنسان، القانون الثاني: أي تخلي الشخص عن جزء من سلطته وحقوقه  لكي يضمن الحرية للآخرين,
  • جون لوك: أهم فلاسفة عصر الأنوار بإنجلترا خلال ق 17م، من أشهر مؤلفاته “بحث في الحكومة المدنية”، وقد طرح بعض المبادئ من أبرزها: الحرية الطبيعية للإنسان: أي عدم الاعتراف بأية سلطة غير السلطة التشريعية (البرلمان)، وعدم اتخاذ أي قاعدة سوى القانون الطبيعي، تعريف القانون الوضعي: أي القانون الذي وضعته الدولة وخاصة السلطة التشريعية، مقاومة الاستبداد الذي هو تجاوز الحاكم للسلطة التي منحها إياه القانون.

II – فكر الأنوار الفرنسي:

1 – الخلفية الاجتماعية والسياسية في فرنسا خلال ق 18م:

  • تزايد النفوذ الاقتصادي الاجتماعي للبورجوازية الفرنسية، غير أن الحكم ظل بيد الطبقة الإقطاعية.
  • عرفت فرنسا خلال القرن 18م أزمات اقتصادية واجتماعية أدت إلى اندلاع الثورة الفرنسية.

2 – فكر الأنوار الفرنسي:

  • طالب مونتسكيو بفصل السلطة القضائية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية لتحقيق الحرية.
  • نادى فولتير بنقل  الحكم من الإقطاعية إلى البرجوازية مع الحفاظ على الفوارق الاجتماعية.
  • وضع جان جاك روسو نظرية العقد الاجتماعي، التي يتولى بموجبها الشعب السلطة التشريعية، وتقوم الحكومة بتنفيذ القوانين، كما تكون رهن إشارة الشعب الذي يمكنه أن يسحب منها السلطة التنفيذية متى شاء، وغاية تلك القوانين الحرية والمساواة …

III – وسائل نشر فكر الأنوار:

1 – الصالونات الفكرية والمقاهي:

  • كانت السيدات البورجوازيات يستقبلن في صالونات قصورنهن مفكرين وعلماء وأدباء وفنانين، حيث تدور مناقشات تساهم في انتشار الاتجاه العقلاني.
  • تزايد عدد المقاهي في المدن الأوربية، والتي كانت تتداول فيها الأخبار والمعلومات الجديدة، وتتم فيها مطالعة الكتب وقراءة الصحف رغم قلتها.

2 – الموسوعة والمكتبات:

  • تزعم المفكر الفرنسي ديدرو تأليف الموسوعة، وهي كتاب ضخم شمل أصناف التفكير الإنساني إلى حدود ق 18م.
  • انتشرت في المدن الأوربية المكتبات والخزانات مما ساعد على نشر الثقافة.

خاتمة:

شكل فكر الأنوار تحولا مهما بأوربا، وكان أحد العوامل التي ساهمت في انتشار بعض الثورات وفي طليعتها الثورة الفرنسية.

درس الثورات الاجتماعية والسياسية (الثورة الفرنسية) – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم

Résultat de recherche d'images pour "‫درس العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و18م – مادة التاريخ – جذع مشترك علوم‬‎"

الثورات الاجتماعية والسياسية (الثورة الفرنسية)

تقديم إشكالي:

لم يستطع النظام الملكي في فرنسا خلال القرن 18م مسايرة تحولات المجتمع الفرنسي، مما أدى إلى تضافر مجموعة من العوامل لقيام الثورة الفرنسية ما بين 1789 و1799م.
  • فما هي عوامل هذه الثورة؟
  • والمراحل التي مرت بها؟
  • وما أهم النتائج الناتجة عنها؟

I – أدت مجموعة من العوامل إلى قيام الثورة الفرنسية:

1- كانت فرنسا قبل الثورة خاضعة للملكية المطلقة:

كان الملك لويس السادس عشر مثل أسلافه يحتكر جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، مروجا لفكرة الحق الإلهي التي ترى بأن الحاكم يستمد سلطته من الله، وبالتالي فطاعته واجبة على المواطنين.

2 – وضعية المجتمع الفرنسي قبيل الثورة:

قام المجتمع الفرنسي على مبدأ اللامساوة بين الفرنسيين أمام القانون، مما أدى إلى تشكل ثلاث هيئات اجتماعية:
  • هيئة النبلاء: كانوا يمثلون 1,5% من مجموع الفرنسيين، لكنهم كانوا يجمعون بين الثروة والحكم، حيث تمتعت بالعديد من الامتيازات، فلها أراضي واسعة ومعفية من الضرائب، وكانت تشغل المناصب العليا في الإدارة والجيش.
  • هيئة الإكليروس (رجال الدين): مارست هذه الهيئة تأثيرا روحيا كبيرا على الفرنسيين، كانوا يمثلون %1 من سكان فرنسا، استحوذت على حوالي 10% من الأراضي الفرنسية، تمتعت بعدة حقوق كحق أداء ضرائب أقل للدولة.
  • الهيئة الثالثة: تضم باقي أفراد الشعب الفرنسي، أي حوالي 96% من المجتمع، والتي ضمت البورجوازية التي كان لها نفوذ اقتصادي واجتماعي لكنها كانت تفتقر إلى الحكم، وكذلك الطبقة الفقيرة التي شملت كلا من العمال والحرفيين وصغار الفلاحين، وقد عانت من الظلم الاجتماعي، فبالإضافة إلى ما كانت تؤديه من حقوق إلى الكنيسة والنبلاء ناءت تحت ثقل الضرائب التي تدفعها إلى الدولة بأشكال مختلفة.

3 – عجلت الأزمة الاقتصادية والمالية باندلاع الثورة:

  • في سنة 1786م عقدت فرنسا معاهدة تجارية مع بريطانيا، مما أدى إلى غزو المنتوجات الإنجليزية للسوق الفرنسية، وبالتالي إلحاق الضرر بالبورجوازية الفرنسية.
  • عانت ميزانية الدولة الفرنسية من عجز كبير، حيث كانت المصاريف أكثر من المداخيل.
  • شهدت فرنسا سنة 1789م موسما فلاحيا رديئا نتج عنه ارتفاع سعر القمح والخبز، وانخفاض الأجور، وانتشار البطالة، وبالتالي قيام انتفاضات في المدن والبوادي.

II – مرت الثورة الفرنسية بثلاث مراحل “1789-1799م”:

1 – تميزت المرحلة الأولى بإقامة الملكية الدستورية:

تميزت هذه المرحلة (14 يوليوز 1789م – 10 غشت 1792م) بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس جمعية وطنية يوم 17 يونيو 1789م كبديل لمجلس الهيئات العامة، وقد ساند سكان باريس هذه الجمعية بتنظيم انتفاضة عامة واحتلال سجن لاباستي la pastille رمز الاستبداد يوم 14 يوليو 1789م، فاضطر الملك لويس السادس عشر بعد ذلك إلى الاعتراف بالجمعية الوطنية، وبعد ذلك ألغيت الامتيازات الفيودالية، وتم إصدار إعلان حقوق الإنسان والمواطن يوم 26 غشت 1789م، ووضع أول دستور للبلاد يوم 3 شتنبر 1791م فدخلت البلاد عهد الملكية الدستورية.

2 – عرفت المرحلة الثانية قيام النظام الجمهوري:

تميزت هذه المرحلة (10 غشت 1792م – 27 يوليوز 1794م) بظهور خلافات داخل الأوساط الثورية بين ممثلي البرجوازية المؤيدين للملكية الدستورية والراغبين في إيقاف المد الثوري وتحقيق الاستقرار، وممثلي الأوساط الشعبية الراغبين في تصعيد الثورة وتحقيق إصلاحات جذرية، وقد تمكنت فعلا الأوساط الشعبية من إسقاط الملكية الدستورية وإقامة نظام جمهوري يوم 10 غشت 1792م بزعامة روبسبيير، وتميزت هذه الفترة بالتشدد، حيث تم إعدام الملك لويس السادس عشر وعدد مهم من الشخصيات البرجوازية المعتدلة، فدخلت فرنسا مرحلة رعب كبير.

3 – عرفت المرحلة الثالثة عودة البورجوازية المعتدلة إلى الحكم:

تميزت هذه المرحلة (27 يوليوز 1794م – 9 نونبر 1799م) بتصاعد موجة الإعدامات فتخوفت الأوساط المعتدلة وعملت على تصفية زعيم الثوريين روبيسبيير وعدد من أنصاره، ثم الاستيلاء على الحكم يوم 27 يوليو 1794م وخلال هذه المرحلة حافظت البرجوازية على النظام الجمهوري لكنها وضعت دستورا جديدا لصالحها، واستعانت بالجيش لضبط الأمن، ولحماية مصالحها سعت كذلك إلى إقامة نظام سياسي قوي، فشجعت نابليون بونابرت على القيام بانقلاب عسكري يوم 10 نونبر 1799م وتعويض النظام الجمهوري بنظام إمبراطوري.

III – نتائج الثورة الفرنسية:

1 – النتائج السياسية للثورة الفرنسية:

  • بمقتضى الثورة الفرنسية أصبح الشعب الفرنسي ينتخب أعضاء البرلمان الذي يمارس السلطة التشريعية، وتنبثق عنه الحكومة التي تزاول السلطة، غير أن الانتخاب كان مقتصرا على الذكور الذين يؤدون الضرائب، ولهذا كانت الديمقراطية ناقصة وتخدم بالدرجة الأولى مصلحة البورجوازية.
  • أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية إعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي الذي تضمن عدة حقوق من أبرزها: فصل الدين عن الدولة، وحرية التعبير، وإقامة المساواة المدنية، وتكافؤ الفرص، وحق الملكية والأمن ومقاومة القمع.

2 – النتائج الاقتصادية والاجتماعية:

  • في الميدان الاقتصادي: أزالت الثورة النظام الاقتصادي القديم وفتحت المجال أمام تطور النظام الرأسمالي بإصدار تشريعات لتشجيع التجار والصناع عن طريق تحرير الاقتصاد من رقابة الدولة، وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد مكاييل ومقاييس جديدة وموحدة كاللتر والمتر وغيرها.
  • في الميدان الاجتماعي: قضت الثورة على العلاقات الاجتماعية القديمة بإلغاء الحقوق الفيودالية، وامتيازات النبلاء، ومصادرة ممتلكات الكنيسة، كما أقرت مبدأ إجبارية ومجانية التعليم كوسيلة لضمان تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، كما عملت على توحيد اللغة بين مختلف جهات فرنسا وتعميمها لدى السكان.

خاتمة:

قضت الثورة الفرنسية على امتيازات الإقطاعية وعززت مكانة البورجوازية ووضعت أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد واكبتها الثورة الصناعية التي انطلقت من إنجلترا.